يستعد نادي الوداد الرياضي لخوض مواجهة حاسمة أمام الفتح الرياضي، غدًا الجمعة، ضمن منافسات سدس عشر نهائي كأس العرش، في مباراة يسعى خلالها الفريق الأحمر لاستعادة توازنه وإنقاذ موسمه بلقب يعوّض خيبة الأمل في سباق الدوري.
وبعد سلسلة من التدريبات المكثفة، أنهى الفريق استعداداته في حصة تدريبية أخيرة أقيمت مساء الخميس قبل موعد الإفطار، تحت قيادة المدرب الجنوب أفريقي رولاني موكوينا، الذي يسعى لقيادة الفريق نحو انتصار يمنحه دفعة معنوية قوية في مشواره بالبطولة.
ويدخل الوداد هذه المباراة بتركيز عالٍ، حيث يدرك اللاعبون والجهاز الفني أن أي تعثر يعني نهاية المشوار في البطولة الوحيدة المتبقية لهم هذا الموسم.
ورغم الضغوط، يتسلح الفريق بعامل الأرض والجمهور، إذ ستقام المباراة على أرضية ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء، مما يمنح الوداد أفضلية نسبية، رغم صعوبة المواجهة أمام خصم قوي مثل الفتح الرياضي، الذي يُعرف بتنظيمه التكتيكي العالي وقدرته على خلق المفاجآت.
خبر سار زفّه الطاقم الطبي للوداد قبل المباراة، حيث استعاد الفريق خدمات لاعبه المهدي مباريك، الذي تعافى تمامًا من الإصابة العضلية التي ألمّت به خلال المواجهة الأخيرة في الدوري.
وستمنح عودة مباريك المدرب خيارات إضافية في خط الوسط، خاصة في ظل حاجة الفريق إلى حلول تكتيكية متنوعة لمواجهة قوة الفتح، الذي أثبت هذا الموسم أنه من الفرق العنيدة التي يصعب تجاوزها بسهولة.
كما عرفت الحصة التدريبية الأخيرة عودة إسماعيل المترجي، بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن المباريات الأخيرة في منافسات البطولة الاحترافية.
وتمثل المباراة اختبارًا حقيقيًا لرولاني موكوينا، الذي تولى تدريب الوداد في مرحلة حساسة من الموسم. فالأنظار ستكون موجهة إليه لرؤية مدى قدرته على التعامل مع ضغط المباريات الإقصائية، ومدى نجاحه في فرض أسلوبه التكتيكي على فريق لا يزال في مرحلة التأقلم مع فلسفته التدريبية.
الفوز بهذه المباراة لن يكون مجرد بطاقة تأهل إلى الدور الموالي، بل سيكون أيضًا رسالة قوية إلى جماهير الوداد بأن الفريق لا يزال قادرًا على المنافسة، رغم الإخفاقات التي شهدها في الآونة الأخيرة.
على الجانب الآخر، يدرك الفتح الرياضي جيدًا أن مواجهة الوداد على أرضه وبين جماهيره لن تكون سهلة، لكنه في المقابل يملك من الإمكانيات ما يؤهله لإحراج أصحاب الأرض وانتزاع بطاقة العبور.
وسيعتمد الفريق على الانضباط الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة، مستغلًا أي ارتباك قد يظهر في صفوف الوداد.
ومع اقتراب ساعة الحسم، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الوداد من استغلال الفرصة الأخيرة لإنقاذ موسمه وإسعاد جماهيره، أم أن الفتح الرياضي سيواصل مفاجآته ويطيح بأحد عمالقة الكرة المغربية من سباق كأس العرش؟ الإجابة ستكون على أرضية الملعب، في مواجهة تعد بالكثير من الإثارة والتشويق.