هبة بريس – محمد زريوح
أثار قرار تسمية أزقة أحياء براقة بمدينة الناظور جدلًا واسعًا بين الساكنة، مما دفع رئيس المجلس الجماعي إلى تقديم توضيحات خلال الدورة الأخيرة للجماعة. غير أن تصريحاته لم تزد الأمر إلا تعقيدًا، حيث بدا متناقضًا في موقفه بين التنصل من المسؤولية والدفاع عن القرار.
في بداية حديثه، أكد رئيس المجلس أن مجلسه لم يكن مسؤولًا عن اختيار أسماء الأزقة، لكنه سرعان ما عاد لتبرير الإجراء، مما جعله في موقف دفاعي غير مقنع.
كما أن اعترافه بمسؤولية المجلس عن تسمية أزقة حي إشعالن بأسماء البحيرات كشف عن تورطه المباشر في هذا القرار، الذي يراه العديد من أبناء المنطقة غير ذي أولوية مقارنة بالمشاكل الحقيقية التي تعاني منها الأحياء.
واحدة من أبرز النقاط التي أثارت استياء الساكنة هي غياب المقاربة التشاركية في اتخاذ القرار. الحديث عن التشاور مع أبناء الحي يفتقد إلى أي دليل ملموس، إذ لم يتم الإعلان عن أي جلسات استشارية أو استفتاء محلي قبل الشروع في عملية التسمية.
كما أن عدم الكشف عن كناش التحملات يثير تساؤلات مشروعة حول الطريقة التي تم بها اختيار الأسماء، وهو ما يعزز الشعور بعدم الشفافية في تدبير هذا الملف.
وفي خطوة قد تُفهم على أنها اعتراف ضمني بالخطأ، أعلن رئيس المجلس عن تخصيص بقية الشوارع لأسماء شخصيات محلية ساهمت في محاربة الاستعمار وبناء الوطن. لكن هذا القرار يطرح تساؤلات حول سبب عدم اعتماد هذه الأسماء منذ البداية، خاصة وأنها كانت ستلقى قبولًا أكبر لدى الساكنة.
الأمر الذي زاد من استياء أبناء براقة هو أن رئيس المجلس لم يشر إطلاقًا إلى المطالب الأساسية المتعلقة بالبنية التحتية، حيث تفتقر هذه الأزقة إلى أبسط شروط العيش الكريم مثل التزفيت، الترصيف، والإنارة.
و يبدو أن التسمية والرقمنة أخذتا أولوية على حساب مشاكل أكثر إلحاحًا، في وقت كانت فيه الساكنة تأمل أن تحظى أحياؤها ببرامج تأهيل حقيقية بدل الاكتفاء بإجراءات شكلية لا تعكس احتياجاتها الفعلية.
هذا الجدل يعكس أزمة أعمق في تدبير الشأن المحلي، حيث تتخذ قرارات دون إشراك السكان في بلورتها، مما يعزز حالة من الإحباط تجاه طريقة تسيير المجالس الجماعية.
وإذا كان الهدف هو تحقيق تنمية حقيقية، فإن الأولوية يجب أن تُمنح لتحسين جودة الحياة اليومية للساكنة بدل التركيز على قضايا شكلية لا تمس جوهر معاناتهم المستمرة.