إنجاز :سفيان أندجار
وضعت قرعة كأس العالم للأندية لكرة القدم فريق الوداد الرياضي، ممثل المغرب في المنافسة، إلى جانب أندية مانشستر سيتي الإنجليزي، وجوفنتوس الإيطالي، والعين الإماراتي في أقوى مجموعة.
ورغم أن المشاركة الحالية تعد الثالثة للوداد في مساره، بعد مشاركتين سابقتين، حقق خلاهما الفريق نتائج متواضعة، إلا أن النسخة الحالية لمونديال الأندية في حلته الجديدة ستمكن النادي الأحمر من الرقي إلى العالمية بشكل مختلف، وفرصة من أجل البصم على أداء استثنائي واستغلال المنافسة على جميع الأصعدة.
وترصد» الأخبار «المكتسبات المحتملة للوداد من مشاركته في »الموندياليتو«، والاستراتيجية التي قرر الفريق الاعتماد عليها، من أجل تشريف كرة القدم المغربية، والعمل على تكرار ملحمة قطر التي بصم عليها المنتخب الوطني.
مكاسب مالية بالجملة
يتوقع أن تصل الأرباح التي سيحصدها الوداد من المشاركة في كأس العالم للأندية إلى ما يقارب 8 ملايير سنتيم كحد أدنى.
وكشف مصدر بالفريق الأحمر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيمنح مبلغ 6 ملايير سنتيم لفائدة الوداد، جراء مشاركته في مونديال الأندية، وهي مكافأة النقل التلفزي، وأن آخر الأخبار التي تحصل عليها الوداد تفيد بأن هناك فرقا ستحصل على نسبة 10 في المائة مما ستحصل عليه الأندية العملاقة المشاركة في الحدث.
وأضاف المصدر ذاته أنه يتوقع أن تمنح لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، خصم الوداد في »الموندياليتو«، 60 مليار سنتيم جراء مشاركته، بحكم أنه متوج بدوري أبطال أوروبا، وبالتالي فإن المكافأة المالية للفريق المغربي ستصل إلى 6 ملايير سنتيم.
وتابع المصدر نفسه أن فريق الوداد من حقه أن يخصص شعارا واحدا على قميصه في البطولة العالمية، على ألا يكون منافسا لرعاة البطولة، وبالتالي يمكن للنادي الأحمر أن يوقع عقد احتضان مع إحدى الشركات العالمية، مقابل عرض يقارب المليار سنتيم.
كما توقع المصدر ذاته أن يحصل الوداد الرياضي على ما يقارب 900 مليون سنتيم، في حال نجح في تسويق مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية، من خلال محتضنين آخرين، ومداخيل مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من الأمور التسويقية، وهو ما يجعل مداخيل النادي الأحمر من المشاركة تصل إلى 8 ملايير سنتيم على الأقل، وهي قابلة للارتفاع في حال نجح الوداد في تحقيق نتائج إيجابية في مونديال الأندية.
ملحمة قطر حاضرة في »القلعة الحمراء«
قرر الوداد الاستعانة بعناصر بالمنتخب المغربي، والتي شاركت في نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر، من أجل ضمها إلى الفريق المقبل على المشاركة في كأس العالم للأندية، الذي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليوز 2025.
وأعلن هشام أيت منا، رئيس نادي الوداد الرياضي، أنه وصل إلى اتفاق مع لاعب في صفوف المنتخب الوطني، وأن الأخير سينضم إلى الفريق الأحمر مع نهاية الموسم الكروي الجاري، وقد وعد باللعب في صفوف الوداد، والمشاركة مع النادي في »الموندياليتو«، غير أن أيت منا رفض الكشف عن اسم اللاعب.
من جهة أخرى، كشفت مصادر» الأخبار« أن أيت منا وصل إلى اتفاق، من أجل التعاقد مع رومان سايس، عميد »الأسود«، بغية حمل قميص فريق الوداد، بالإضافة إلى زميله عبد الحميد صابيري، لاعب نادي فيورنتينا الإيطالي، وينكب رئيس الوداد على إقناع كل من عز الدين أوناحي وسفيان بوفال، لاعبي المنتخب المغربي، باللعب في صفوف الفريق الأحمر والمشاركة معه في كأس العالم للأندية المقبلة.
وتابعت المصادر أن أيت منا استفسر أيضا عن وضعية الدولي المغربي أمين حارث، من أجل عرض الفكرة عليه، في حين يدرس إمكانية تقديم عرض للاعب حكيم زياش، رغم صعوبة الأمر.
بين البيضاء وفيلاديلفيا وواشنطن
حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم موعد حلول مجسم كأس العالم للأندية، بمركب محمد بنجلون بالعاصمة الاقتصادية، التابع لفريق الوداد الرياضي، وذلك في إطار حملة الترويج للمسابقة العالمية الجديدة.
واختار» الفيفا «مدينة الدار البيضاء المحطة الأولى لمجسم مونديال الأندية بإفريقيا، حيث سيستغرق عرضه ثلاثة أيام، قبل التوجه إلى تونس والتي يمثلها في المسابقة العالمية فريق الترجي الرياضي، وبعدها إلى مقر نادي الأهلي المصري، قبل أن يحط المجسم الرحال في آخر محطة بالقارة السمراء بجنوب إفريقيا، وتحديدا مقر نادي ماميلودي صن داونز.
كما كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم عن الملاعب والأماكن التي ستجرى فيها مباريات الوداد بكأس العالم للأندية، حيث ستكون المباراة الأولى أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في 18 يونيو المقبل، بملعب لينكولن فيلد بمدينة فيلاديلفيا، وهو الملعب الذي يستضيف مباراته الثانية ضد جوفنتوس الإيطالي، في 22 من الشهر نفسه، على أن يخوض مواجهة العين الإماراتي، بملعب أودي فيلد بالعاصمة واشنطن، في 26 من يونيو2025.
كما تم تحديد مكان إقامة النادي الأحمر في مدينة فيلاديلفيا، أو العاصمة واشنطن.
الذكاء الاصطناعي يتوقع حظوظ الوداد
إذا كان من المستحيل التنبؤ بدقة بكيفية أداء الوداد في كأس العالم للأندية 2025، فمن المرجح أن يدخل البطولة كمنافس إفريقي يدافع عن تمثيل الكرة الإفريقية والعربية في مجموعة تعتبر هي الأصعب.
وحلل الذكاء الاصطناعي »جي بي تي «وضعية الوداد، ومدى حظوظه في التتويج، إذ أكد أن بمقدور الفريق المغربي التألق، لكته ربط ذلك بمجموعة من العوامل من بينها:
إذا احتفظ الوداد بتشكيلة تنافسية واستمر في مستواه القاري القوي، فإن الوصول إلى دور نصف نهائي »الموندياليتو« سيكون هدفا واقعيا، مع إمكانية الذهاب إلى أبعد من ذلك، اعتمادا على المباريات والأداء.
واعتبر المصدر أن فوز الوداد بكأس العالم للأندية، أو تجاوز دور نصف نهائي البطولة، يتطلب منه اللعب بمستوى غير عادي، حيث سيواجه أقوى الأندية العالمية.
وأكد الذكاء الاصطناعي أن الوداد كان أحد الفرق المهيمنة في كرة القدم الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، حيث فاز بدوري أبطال إفريقيا، وكان من المنافسين المنتظمين على المستوى العالي، كما أشار إلى أن النادي الأحمر يتمتع بنظام قوي لتطوير الشباب، وإذا تمكن من الاستمرار في إنتاج لاعبين موهوبين وجذب التعاقدات الأجنبية عالية الجودة، فيمكنه تحسين عمق فريقه بحلول عام 2025 ، وسيكون هذا أمرا بالغ الأهمية للتنافس على أعلى المستويات في هذه البطولة.
كما أشار إلى أن الوداد لديه خبرة في كأس العالم للأندية السابقة، بمشاركته في مناسبتين، وسيكون لديه فهم لما يتطلبه الأمر للتنافس على أعلى مستوى في العالم، وخاصة ضد عمالقة أوروبا وأمريكا الجنوبية.
وأضاف أن الوداد سيشكل الوضع الإداري دورا كبيرا في فرصه، إذا تمكن من جلب أو الاحتفاظ بمدرب عالي الجودة يفهم الفروق التكتيكية لمونديال الأندية، فإن فرص الفريق ستتحسن. ستكون الخبرة في إدارة المباريات عالية المخاطر، والضغط ضد خصوم من الدرجة الأولى أمرا أساسيا.
العلامة التجارية وبناء الإرث
سيكون بمقدور الوداد الرياضي الاستفادة من نواحي متعددة، بعيدا عن المجال الكروي، منها تطوير اللاعبين، وبناء الإرث – تقدم تأثيرات دائمة.
سيكتسب الوداد سمعة عالمية أقوى، وتدفقات إيرادات محسنة، وتطوير كرة قدم محسّن، سواء للاعبيه أو البنية التحتية الأوسع للنادي. سيساعد هذا في وضع الفريق لتحقيق النجاح على المدى الطويل في عالم كرة القدم المتطور.
ورغم أن الوداد سينجح من خلال مواجهة أندية عالمية، وكسب خبرة، في حين ينافس أندية كبرى من قارات مختلفة، ما يمنح النادي إشعاعا كبيرا، خصوصا أن بطولة كأس العالم للأندية سيتم بثها في جميع أنحاء العالم، مما يجذب ملايين المشاهدين. سيستفيد الوداد من زيادة الاهتمام الإعلامي، مما يساعد في رفع مكانته دوليا. يمكن أن يترجم هذا إلى قاعدة جماهيرية أوسع، وجذب مؤيدين جدد، وصفقات رعاية محتملة.
وتتيح المشاركة في بطولة »الموندياليتو« في حلتها الجديدة، تأمين رعاية وتأييد مربحين. وغالبا ما تكون العلامات التجارية العالمية حريصة على ربط نفسها بالأندية في المسابقات المرموقة، مما يوفر فرص التسويق والإعلان.
بالإضافة إلى ذلك سيكون بمقدور الوداد الزيادة في بيع منتوجاته (القمصان والأوشحة وما إلى ذلك) إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم، مما يعزز ويوفر سيولة مالية مهمة.
والمشاركة في بطولة مرموقة ضد أندية من ثقافات كرة قدم مختلفة، يمكن أن تكون تجربة تطويرية ضخمة للوداد. إن فرصة اللعب في مباريات عالية الضغط وعالية المخاطر، يمكن أن تساعد في تحسين القوة الذهنية الفردية والجماعية للاعبين، بالإضافة إلى استقطاب أفضل المواهب، وفرصة للاعبي الوداد الذين سيكونون تحت مراقبة الكشافين ووكلاء اللاعبين أثناء البطولة.
وستكون كأس العالم للأندية أيضا فرصة لتوسيع قاعدة المشجعين العالمية، إذ يمكن للأندية التواصل مع المشجعين الحاليين، وجذب مشجعين جدد، وخاصة من المناطق التي قد لا يكون لها فيها حضور كبير. يمكن أن تؤدي المباريات ضد فرق الدرجة الأولى إلى زيادة قاعدة مشجعي النادي، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
ويبقى الرهان الأكبر هو نمو العلامة التجارية للنادي، إذ يمكن أن يؤدي بشكل استثنائي في بزوغه، إذ يعد مونديال الأندية منصة ممتازة للفرق التي تتطلع إلى وضع نفسها ككيانات تنافسية عالميا، مما قد يفتح الأبواب أمام فرص استثمارية جديدة، كما يساعد الفرق التي تحقق أداء جيدا على الساحة الدولية في رفع مكانة دورياتها المحلية.
