شهد عام 2024 تأكيد المغرب لمكانته كواحد من أبرز الدول العربية جذباً للاستثمارات في قطاع صناعة السيارات، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة “ضمان” العربية، التي تتخذ من الكويت مقراً لها.
أفاد التقرير بأن المغرب يأتي ضمن قائمة الخمس دول الأكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية في قطاع السيارات، إلى جانب السعودية، الإمارات، الجزائر، ومصر.
وقد استحوذت هذه الدول على 145 مشروعاً أجنبياً، بما يمثل 79% من إجمالي المشاريع في العالم العربي. وبلغت قيمة هذه الاستثمارات الإجمالية أكثر من 22 مليار دولار، وهو ما يعادل 89% من إجمالي الاستثمارات في القطاع.
ساهمت هذه المشاريع في توفير أكثر من 91 ألف فرصة عمل، أي ما يعادل 89% من إجمالي الوظائف التي أحدثها القطاع في المنطقة العربية خلال العام.
اللافت للنظر أن الاستثمارات الصينية شكلت جزءاً كبيراً من هذه الإنجازات، حيث بلغ عدد مشاريعها 27 مشروعاً بقيمة إجمالية تصل إلى 8 مليارات دولار، وأسهمت في خلق حوالي 20 ألف وظيفة.
على صعيد مبيعات السيارات، يواصل المغرب حضوره في قائمة أفضل خمس دول عربية من حيث حجم المبيعات، إلى جانب السعودية، الإمارات، الكويت، والجزائر.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الدول الخمس استحوذت على حوالي 75% من إجمالي مبيعات السيارات في العالم العربي، التي بلغت 1.8 مليون مركبة خلال عام 2024، مسجلة نمواً بنسبة 4.5% مقارنة بعام 2023.
في السياق ذاته، سجل السوق المغربي 176.401 وحدة مباعة خلال العام، بزيادة بلغت 9.22% مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من هذا النمو، إلا أن الأرقام لم تصل إلى الرقم القياسي المسجل في عام 2018، والبالغ 177.400 وحدة.
شهد قطاع السيارات الكهربائية في المغرب نمواً ملحوظاً، حيث كشفت بيانات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب (AIVAM) عن زيادة ملحوظة في مبيعات هذا النوع من المركبات.
ويعكس ذلك التوجه المتزايد نحو تبني التكنولوجيا الصديقة للبيئة، ما يعزز من مكانة المملكة كوجهة مستقبلية للابتكار في صناعة السيارات.
يؤكد الأداء المتميز للمغرب في قطاع السيارات على استراتيجيته الناجحة في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز بنيته التحتية الصناعية.
ومع استمرار التركيز على تطوير القطاع الكهربائي والابتكار، يبدو أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كقطب إقليمي ودولي في صناعة السيارات.