في إطار الجهود الوطنية لمواجهة التحديات المرتبطة بشح الموارد المائية، يولي البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027 اهتمامًا كبيرًا لمشاريع الربط بين الأحواض المائية.
ويهدف هذا البرنامج الطموح إلى تعزيز الأمن المائي وضمان استدامة الموارد الطبيعية، في ظل تصاعد الضغط على المياه بسبب التغير المناخي والنمو الديموغرافي المتسارع.
المرحلة الأولى: إنجاز بارز في مشروع الربط المائي
شهد شهر أغسطس 2023 خطوة محورية مع دخول المرحلة الاستعجالية من مشروع نقل المياه بين حوضي سبو وبورقراق حيز التنفيذ. وتم تنفيذ هذه المرحلة الأولى بمعدل تدفق مبدئي يبلغ 15 مترًا مكعبًا في الثانية، مما يعد إنجازًا رئيسيًا ضمن خطة شاملة لإعادة التوازن في توزيع الموارد المائية بين مختلف المناطق.
خطط مستقبلية لتعزيز البنية التحتية المائية
يرتقب أن يشهد المشروع مراحل إضافية طموحة، أبرزها:
- زيادة تدفق المياه بين حوضي سبو وبورقراق: ستتم مضاعفة التدفق إلى 45 مترًا مكعبًا في الثانية، ما سيمكن من نقل حوالي 800 مليون متر مكعب من المياه سنويًا.
- الربط بين حوضي بورقراق وأم الربيع: سيتم إنشاء قناة هيدروليكية جديدة تربط بين سدي سيدي محمد بن عبد الله (بورقراق) والمسيرة (أم الربيع)، بمعدل تدفق قدره 30 مترًا مكعبًا في الثانية.
- نقل المياه بين حوضي اللو وسبو: سيُنجز مشروع قناة نقل جديدة بمعدل تدفق 20 مترًا مكعبًا في الثانية، مما يوسع نطاق الشبكة الوطنية للموارد المائية.
رؤية متكاملة لمواجهة التحديات
تهدف هذه المشاريع إلى تقديم حلول عملية للتحديات المرتبطة بالنقص المائي، مع ضمان تزويد منتظم ومتوازن بالمياه عبر مختلف جهات المملكة. كما تعكس رؤية المغرب الاستراتيجية لتبني نهج مستدام يوازن بين تلبية الاحتياجات الحالية وحماية الموارد المائية للأجيال القادمة، مما يعزز مكانته كنموذج إقليمي في إدارة المياه.
تبرز هذه الجهود التزام المغرب بتحقيق تنمية مستدامة قائمة على تقنيات مبتكرة وبنية تحتية متطورة، في مواجهة أحد أكثر التحديات الحاسمة في العصر الحديث.