الدار/ تقارير
يسعى المغرب إلى دخول عالم رياضة السيارات من أوسع أبوابها من خلال استضافة جائزة كبرى للفورمولا 1، في خطوة تُبرز الطموحات المتزايدة للمملكة لتعزيز مكانتها على الساحة الرياضية الدولية.
وفقًا للتقارير، يتم حاليًا دراسة مشروع إنشاء حلبة سباق بمعايير الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) في مدينة طنجة، بتكلفة إجمالية تُقدر بـ260 مليون دولار. الهدف من المشروع هو توفير بنية تحتية حديثة تُلبي متطلبات هذه الرياضة ذات الشعبية العالمية، وتجعل المغرب وجهة مفضلة لاستضافة سباقات الفورمولا 1 في القارة الإفريقية.
ورغم جدية المشروع المغربي، فإن المنافسة تبدو محتدمة، حيث تُبدي دول أخرى مثل رواندا وجنوب إفريقيا اهتمامًا مشابهًا باستضافة جائزة كبرى للفورمولا 1. جنوب إفريقيا تُعتبر من بين المرشحين البارزين لعودة الفورمولا 1 إلى أراضيها، بعد أن غابت عن استضافة السباقات منذ عام 1993.
اختيار طنجة ليس عشوائيًا؛ فالمدينة تُعتبر نقطة استراتيجية بفضل موقعها الجغرافي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا، إضافةً إلى بنيتها التحتية المتطورة ومكانتها كواحدة من أسرع المدن نموًا في المملكة. وجود حلبة سباق بمعايير عالمية سيُعزز من جاذبية المدينة كوجهة سياحية ورياضية، ما سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المحلي والوطني.
في حال نجاح المغرب في الفوز بهذا المشروع، فإنه سيُشكل سابقةً على مستوى شمال إفريقيا، ويُمهد الطريق لتوسيع قاعدة عشاق رياضة السيارات في المنطقة. كما سيُعزز ذلك مكانة المملكة كوجهة رياضية قادرة على تنظيم فعاليات عالمية، بعد نجاحها في استضافة أحداث بارزة مثل كأس العالم للأندية وكأس الأمم الإفريقية.
رغم كل الحماس المحيط بالمشروع، فإن التحديات المالية واللوجستية تبقى مطروحة. إذ يتطلب بناء حلبة بهذا الحجم استثمارات ضخمة، فضلاً عن ضرورة توفير البنية التحتية المساندة مثل الفنادق، الطرق، والمواصلات. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المغرب اجتياز عقبة المنافسة مع الدول الأخرى للحصول على الضوء الأخضر من إدارة الفورمولا 1.
في ظل هذه الطموحات الكبيرة، يبقى السؤال: هل سيتمكن المغرب من حسم هذا السباق لصالحه، وجعل طنجة وجهة لعشاق الفورمولا 1؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الجواب.