زنقة 20 | الرباط
منذ فترة ليست بالقصيرة ، أضحت الدبلوماسية المغربية تربح معارك ضارية ضد خصوم الوحدة الترابية منتقلة من وضع الدفاع الى الهجوم و الاستباقية.
هذا ما جاء في خطاب لجلالة الملك في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، حينما دعا الى الانتقال في قضية وحدته الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، و من مقاربة رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية.
التعليمات الملكية أتت أكلها على ارض الواقع ، وهو ما ظهر جليا في الاونة الاخيرة حيث أصبحت الجزائر “العالم الآخر” تتلقى الضربات تلوى الاخرى مكتفية بالدفاع ، فيما تراكم الدبلوماسية المغربية النجاحات.
الجارة الشرقية و بحسب تصريحات مسؤوليها تكتفي بردة الفعل إزاء عدة نجاحات يحققها المغرب في قضيته العادلة.
البداية كانت مع الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ، والانزعاج الكبير في الجزائر ، تلتها خرجات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وهو يعلق على ما جاء في خطابات جلالة الملك ، وصولا الى احباط المغرب لمخطط جزائري يروم ابعاد موريتانيا واصطفافها الى جانب الانفصاليين.
هذه الخسائر الدبلوماسية الفادحة ، دفعت النظام الجزائري وفق متتبعين الى نهج سياسات قذرة من قبيل التطرق للحياة الخاصة و اختلاق وثائق مزورة لتسميم العلاقات بين المغرب و دول عربية شقيقة.
تقرير حديث صادر عن مجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group) كشف عن ديناميات العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر.
التقرير، الذي يحمل عنوان “إدارة التوترات بين المغرب والجزائر”، سلّط الضوء على مزيج معقّد من ضبط النفس، الحسابات الدبلوماسية، والمنافسات الجيوسياسية بين البلدين.
في عهد الملك محمد السادس، يورد التقرير ، عزز المغرب نفوذه الإقليمي، ووسع علاقاته الدولية في المقابل، تضاءل نفوذ الجزائر في أعقاب وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في عام 2013 و الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الفترة ما بين 2019-2021، والتي أبقت السلطات منشغلة بالاستقرار الداخلي.