خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المغرب يدين بقوة وبلا لبس خرق وقف إطلاق النار واستئناف الهجمات على المدنيين في غزة، واصفًا الوضع هناك بـ”الخطير والمقلق للغاية”.
وأوضح بوريطة أن هذه الاعتداءات، التي خلفت مئات الضحايا في الأيام الأخيرة، غير مقبولة ومدانة، كما أنها تعرقل جهود تحقيق السلام في المنطقة.
في هذا السياق، ذكّر الوزير بموقف الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي شدد مرارًا على أن وقف إطلاق النار المستدام هو المفتاح الأساسي للانتقال إلى الخطوات القادمة، وأن هذا الاتفاق يجب ألا يكون رهينة لحسابات سياسية ضيقة أو مساومات.
وأشار بوريطة إلى أن الملك يؤكد باستمرار على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أولى، قبل المرور إلى المراحل التالية التي تضمنها الاتفاق.
غير أن تحقيق هذه الخطوات بات معقدًا بسبب سياسة التجويع وعرقلة المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى وضع كارثي في غزة، يمثل تحديًا أخلاقيًا وقانونيًا أمام المجتمع الدولي.
كما شدد بوريطة على أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يواصل الدعوة إلى فتح أفق دائم للسلام في المنطقة، من خلال حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر الوزير أن الأحداث الأخيرة، التي شهدت سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى الدمار الواسع والمجاعة في غزة، تجعل من الضروري العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان قد أعطى بصيص أمل قبل أن تتراجع إسرائيل عن التزاماتها عبر التصعيد الأخير.
وفي ختام كلمته، جدد بوريطة التأكيد على موقف المملكة المغربية الرافض للانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية والسياسية.