دعا المغرب، في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، إلى تطوير ذكاء اصطناعي إفريقي أخلاقي ومسؤول ومفيد وسيادي. هذا الدعوة جاءت في كلمة ألقاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي ترأس الاجتماع الوزاري حول تأثير الذكاء الاصطناعي على السلم والأمن والحكامة في إفريقيا.
وأكد بوريطة على ضرورة بناء ذكاء اصطناعي “من قِبل إفريقيا ولأجل إفريقيا”، يتوافق مع القيم الأخلاقية والتطلعات المحلية. ودعا إلى التعبئة والعمل الجماعي لجعل الذكاء الاصطناعي أداة حقيقية للتنمية والاستقرار في القارة.
وأبرز بوريطة أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يلتزم بتعزيز الريادة الإفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للتنمية والتقدم، لكنه يحتاج إلى استغلال مسؤول لتفادي مخاطره، مثل تفاقم الانقسامات وتغذية عدم الاستقرار.
كما سلط بوريطة الضوء على التحديات التي تواجه إفريقيا في هذا المجال، حيث أن 60% من سكان القارة لم يلجوا إلى الإنترنت، وأقل من 2% من البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي توجد في إفريقيا، و1% فقط من المواهب العالمية في هذا المجال تتمركز في القارة.
ولتجاوز هذه التحديات، اقترح المغرب إنشاء صندوق إفريقي للذكاء الاصطناعي، ووضع استراتيجية إفريقية لجمع البيانات وتثمينها، وإطلاق برامج تدريبية مكثفة لتعزيز النخبة الإفريقية في هذا المجال. وأشار إلى مبادرات المغرب في هذا الصدد، مثل استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” وإنشاء أول مركز إفريقي لليونيسكو مخصص للذكاء الاصطناعي في الرباط.
وأكد بوريطة على ضرورة العمل الإفريقي المشترك للتصدي للتحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى إضفاء الطابع المؤسسي على شبكة إفريقية من المراكز الوطنية للذكاء الاصطناعي وإنشاء لجنة من الخبراء الأفارقة لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية القارية.
عن موقع: فاس نيوز