الدار/تحليل
أعلن فوزي لقجع، رئيس الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم، أن يوم 11 ديسمبر يمثل لحظة فارقة في تاريخ المغرب الحديث، إذ أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) اختيار المغرب، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، لاستضافة كأس العالم 2030. كما سيشارك كل من الأوروغواي، الأرجنتين، والباراغواي في تنظيم بعض المباريات الخاصة بالاحتفال بالذكرى المئوية لانطلاق البطولة.
هذا الإعلان التاريخي يجعل المغرب الدولة الإفريقية الثانية التي تستضيف المونديال، والأولى من شمال إفريقيا التي تحقق هذا الإنجاز الكبير. ولكن وفقًا للقجع، فإن هذا الحدث الرياضي ليس مجرد استضافة بطولة عالمية، بل يشكل مشروعًا وطنيًا طموحًا له أبعاد تتجاوز الرياضة وتمتد إلى التنمية الشاملة.
في حديث له، وصف لقجع هذا الإنجاز بأنه تحول جذري في مسار المملكة المغربية، ليس فقط في الرياضة، ولكن أيضًا في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية. وأكد أن استضافة كأس العالم 2030 تمثل بداية حقبة جديدة ستنعكس إيجابًا على الأجيال القادمة، قائلاً:
“إن هذا المشروع لا يقتصر على الحاضر، بل يهدف إلى بناء مستقبل أفضل لأبناء المغرب. نحن نتحدث عن مشروع تنموي شامل يرسّخ مكانة المملكة على الخارطة العالمية”.
لقجع شدد على أن هذا الإنجاز هو ثمرة رؤية بعيدة المدى أطلقها الملك محمد السادس منذ عقود، موضحًا أن الملك كان دائمًا يؤمن بأن المغرب قادر على تحقيق إنجازات عالمية إذا توفرت الإرادة والتخطيط السليم.
“هذا النجاح ليس وليد اللحظة، بل نتيجة رؤية طموحة أطلقها جلالة الملك منذ أكثر من 25 عامًا، وها نحن اليوم نجني ثمارها. بفضل قيادته الحكيمة، أصبح المغرب نموذجًا يُحتذى به في التنمية والبناء على المستويات كافة”.
وأشار رئيس الاتحاد الملكي المغربي إلى التطور الكبير الذي شهده المغرب خلال العقود الأخيرة، سواء في مجال البنية التحتية أو الاستثمار في العنصر البشري. فقد أصبحت المملكة اليوم مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا إقليميًا، مما عزز قدرتها على استضافة فعاليات كبرى بهذا الحجم.
“المغرب لم يصل إلى هذه المرحلة بالصدفة، بل نتيجة سنوات من العمل الجاد والاستثمار في قطاعات مختلفة. لدينا الآن بنية تحتية رياضية حديثة، وطرق وموانئ ومطارات بمستوى عالمي، فضلاً عن شعب يتمتع بروح التحدي والطموح”.
لقجع وصف هذا المشروع بأنه يتجاوز كونه حدثًا رياضيًا إلى كونه محطة لإبراز قدرات المغرب وإمكاناته للعالم.
“تنظيم كأس العالم 2030 يمثل فرصة لإبراز الصورة الحقيقية للمغرب كدولة تجمع بين التراث العريق والحداثة. إنه يعكس قدرتنا على تحمل مسؤوليات عالمية ويثبت أننا شريك يمكن الاعتماد عليه في إنجاح أكبر الفعاليات الدولية”.
وأكد لقجع أن استضافة كأس العالم ستكون بداية لعصر جديد من النمو والازدهار في المغرب، ليس فقط في الرياضة، بل في مختلف القطاعات. وقال:
“2030 لن تكون مجرد عام نستضيف فيه المونديال، بل ستكون بداية لمرحلة تجعل من المغرب قوة إقليمية وعالمية في شتى المجالات”.
بهذا الإنجاز التاريخي، يُثبت المغرب مرة أخرى أنه قادر على تجاوز التحديات وتحقيق المستحيل، واضعًا نفسه في مصاف الدول الكبرى التي تساهم في تشكيل مستقبل كرة القدم والعالم بأسره.