هبة بريس- عبد اللطيف بركة
يحتفل المغاربة ومعهم بلدان من أفريقيا برأس السنة الأمازيغية، وهي مناسبة تحمل طابعًا خاصًا ومرتبطًا بتراث وثقافة قديمة. يُحتفل بهذا اليوم في 13 يناير من كل عام، ويعد بداية السنة الأمازيغية التي تعود إلى حوالي 950 عامًا قبل الميلاد، أي أنها تتبع تقويمًا مختلفًا عن الميلادي ويبدأ في يناير.
في المغرب، تعتبر هذه المناسبة احتفالًا رسميًا يعكس الارتباط العميق بالأصول الأمازيغية. يُحتفل بها بطرق متنوعة، تشمل تجمعات العائلة والأصدقاء حول موائد الطعام، وأهم الأطباق التي يتم تحضيرها هي “تاكلة” و”الكسكس” الذي يحمل دلالة ثقافية كبيرة لدى الأمازيغ. الكسكس هو طبق عالمي الأصول الأمازيغية وله قيمة خاصة في الموروث الثقافي المغربي.
تختلف طقوس الاحتفال من منطقة إلى أخرى، ولكنها تتسم غالبًا بالتقاليد المميزة. ففي بعض المناطق المغربية، يضع الفلاحون عصي القصب في الحقول لضمان غلال وفيرة، بينما يزين الأطفال منازلهم بالزهور والورود، ويرتدون ملابس جديدة احتفالًا بهذه المناسبة. كما يقومون بحلق رؤوسهم كجزء من طقوس الاستعداد للعام الجديد.
إلى جانب ذلك، تستمر الاحتفالات عبر الرقصات الأمازيغية التقليدية مثل “أحواش” وأنغام “الروايس”، حيث تعبر هذه الأنشطة الفنية عن الهوية الثقافية والفرح الجماعي. ومن بين أبرز الطقوس، تقوم النساء في بعض المناطق بأداء ritual “أصيفض”، حيث يحملن الطعام (مثل “بركوكش”) ويضعنه في أماكن محددة خارج القرى، ويعتبرن هذه العملية من ضمن العادات التي تهدف لجلب الحظ والسعادة.
وفي الجزائر، على سبيل المثال، تُعتبر طقوس الذبح والإعداد العائلي جزءًا من الاحتفال، حيث يذبح كبير العائلة ديكًا ويحضر العشاء، بينما تشارك النساء في غناء الأغاني الشعبية وتزيين الأطفال بالحناء كجزء من الموروث الاجتماعي الذي يُعتقد أنه يحمي من الحسد والعين.
الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يمثل حلقة وصل بين الأجيال ويحافظ على تراث ثقافي غني يعكس أصالة المجتمعات الأمازيغية عبر قرون من الزمان.
