قال الممثل المسرحي، عبد الحق الزروالي، إنه يعتبر كل الأعمال التي قدمها في المسرح المغربي جديدة، إذ لا يؤمن بـ”لازمة الجديد الفني”، لإيمانه بخلود الفن، وعدم تقادمه.
ويضيف الزروالي في تصريح لجريدة “مدار21” أنه لا يعتبر أن العمل الذي قدمه في سنة 1961، عملا قديما، مستشهدا بالمتنبي الذي يرى أنه في حال طرح أشعاره التي رددها منذ 10 قرون اليوم سيظهر كما لو أنها سابقة للزمن الذي نعيش فيه.
ويضيف في إطار تصريحه: “لا أقتنع بمفهومي الجديد والقديم في الإبداع والشعر والثقافة والموسيقى الذين لا يموتون”.
ويقول الزروالي إنه بعد هذا الرصيد الكبير من الأعمال الفنية، يشعر أنه لم يعد مطلوبا منه تقديم المزيد والأكثر، لأنه قدم كل ما في جعبته، واستمراره في المسرح الفردي اليوم لعدم رغبته المكوث في المنزل وتوديع الفن بشكل نهائي، مردفا: “أشعر في كل مرة أقف فيها على المسرح كأنني أولد من جديد، وأبدأ من جديد لكي أموت واقفا”.
ويرفض نسب الولع إلى المبدع، إذ إنه مقتنع بكون المسرح هو الذي يعد مولوعا به، والذي بحسبه يجول العالم ويبحث عن المبدع ليقتنصه ويضعه على خشبته.
وبخصوص اتهامه ببث تصريحات فلسفية فيها جانب من اللاواقعية، يقول: “ليست فلسفية فقط هناك أشخاص ليسوا على استعداد للتعبير عن مواقفهم، وحينما يعبر أحدهم عنها يصابون بالدهشة، إذ نُعادي كل ما هو خارج قدرتنا على التفكير، فأنا فقط أطرح الأسئلة وأعطي أجوبة عن الأسئلة المسكوت عنها، لأن هذا هو دور المبدع، في قول ما يعجز الجميع عن قوله”.
ويعيد فيلم “دمليج زهيرو” للمخرج حسن بنجلون، الذي ينتمي إلى خانة الأفلام التاريخية، والمرتقب عرضه ضمن البرمجة الجديدة للقناة الثانية، الممثل المسرحي عبد الحق الزروالي إلى شاشات التلفزيون من جديد، بعد غيابه عنها لمدة طويلة.
وقصة هذا الفليم مستوحاة من قصيدة “دمليج زهيرو” الشهيرة، مع إحداث بعض التغييرات عليها، من خلال تطرقها إلى فن الملحون بصفة عامة، إلى جانب عدة مواضيع مرتبطة بقصة “دمليج زهيرو”.
ويُصور الفيلم “طريقة العيش في هذا العهد بدون هواتف نقالة وأدوات التكنولوجيا الحديثة، وفي الوقت ذاته ينقل الجوانب السيئة لهذا العصر في فترة ماضية، وأسلوب حياة الإنسان المعاصر بدون أدوات حديثة”، وفق ما توصلت به الجريدة.
ويُقرب هذا الفيلم الجمهور تفاصيل من تفاصيل الملحون، الذي قد يجهله الجيل الجديد، سيما أنه أصبح مسجلا في اليونيسكو بشكل رسمي، ويدخل في تراث المملكة.
ويشارك في هذا الفيلم التاريخي الذي يرصد جوانب مهمة من مدينة فاس، فيما يتعلق بديكوراتها التراثية وهندستها المعمارية، وأزياء بطلاته التقليدية، إلى جانب عبد الحق الزروالي كل من ماجدة بنكيران، وزينب العلمي، وعز العرب الكغاط، وكوثر بنجلون، وهند السعديدي.