الإثنين, مارس 31, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالمسجد العتيق.. منارة دينية بالمدينة الروحية للأقاليم الجنوبية

المسجد العتيق.. منارة دينية بالمدينة الروحية للأقاليم الجنوبية


تتميز مدينة السمارة، أو كما يطلق عليها، المدينة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية، بكونها تزخر بمنشآت ومعالم دينية وروحية، من مساجد وزوايا وأضرحة وأماكن للعبادة متفردة بهذه المنطقة.

وإلى جانب زوايا الشيخ سيدي أحمد الركيبي، وسيدي أحمد أو موسى، وسيدي أحمد العروسي، والشيخ ماء العينين، هناك المعلمة الدينية التاريخية “المسجد العتيق”، أو كما يسمى محليا بـ”مسجد الحجرة”، الذي تم تشييده بداية ستينيات القرن الماضي كأول مسجد بهذه المدينة على مساحة تقدر بـ880 مترا مربعا.

فهذه المعلمة الدينية المتفردة في بنائها، والتي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 875 مصليا، تستقطب أعدادا كبيرة من المصلين لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح في أجواء إيمانية مفعمة بروحانية هذا المكان الطاهر ورمزيته التاريخية.

وقد شيد المسجد العتيق، الذي يقع وسط بنايات الحي الذي بنته سلطات الاستعمار الإسباني آنذاك، وهو يشكل نموذجا متناسقا ومحكم التصميم تتجسد فيه عدة مهارات وتقنيات معمارية، على الطراز التقليدي المحلي باستعمال الحجارة في بناء الصومعة وأروقة الصحن.

ويتكون هذا المسجد الذي يتميز بصومعة نموذجية من حيث النوافذ المفتوحة في واجهاتها، ونمط بناء القسم الأعلى للمنارة، والذي عرف إجراء توسعة وتهيئة للساحة المجاورة له لاستيعاب عدد أكبر من المصلين، من قاعة للصلاة تتألف من ثلاثة بلاطات ترتكز على أعمدة مثمنة الأضلاع بواسطة أقواس نصف دائرية، مبنية بأحجار منجورة، وهي منتوج محلي يطلق عليه أحجار السمارة.

أما صحن المسجد فهو يمتد على شكل مربع مكشوف السقف، تحيط به أروقة من جهاته الثلاث مشكلة امتدادا للبلاطات الجانبية لمكان الصلاة.

ويعرف المسجد العتيق، والذي يعد من أوائل المساجد التي تم تشييدها باقليم السمارة، خلال شهر رمضان المبارك، إقبالا كبيرا للمصلين لأداء الصلوات الخمس وخاصة صلاة العشاء والتراويح، حيث تكتظ جنباته والساحة المجاورة له بالمصلين.

ومن أجل تمكين رواد هذه المعلمة الدينية من أداء صلواتهم وشعائرهم في ظروف مريحة، وفسح المجال لاستقبال الأعداد المتزايدة خلال المناسبات الدينية، وخاصة خلال شهر رمضان، فقد شهدت المعلمة خلال السنوات الأخيرة، توسعة وترميم معظم جنباتها، وإعادة تهيئة الساحة المجاورة لها، بغلاف مالي بلغ 13 مليون و556 ألف درهم.

وأبرز خطيب المسجد العتيق، سيدي محمد بشير شريف، أن هذا المسجد يعد من المساجد التي تعرف إقبالا خلال شهر رمضان الكريم، حيث يشهد اكتظاظا كبيرا، نظرا لرمزيته التاريخية، وللأصوات العذبة الشجية للأئمة خلال أداء صلاة التراويح.

وأضاف سيدي محمد بشير، وهو عضو المجلس العلمي المحلي بالسمارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المسجد يحظى بمكانة خاصة منذ القدم حيث كان فضاء لحلقات الذكر، وتلاوة القرآن، والدروس الفقهية، والأحاديث النبوية الشريفة، الى جانب كونه مكانا لحل المشاكل والنزاعات بين العشائر، مشيرا إلى أن المساجد اليوم، تضطلع بدور هام في توفير الطمأنينة والراحة لرواد هذه الأماكن الطاهرة، وتساهم في استتباب الأمن الروحي، ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة، وإذكاء الوعي الديني وتنميته في نفوس المواطنين.

ومن جهته، أبرز عبد الإله العمراوي، وهو إطار بالمندوبية الاقليمية للشؤون الإسلامية بالسمارة، أن المسجد العتيق يعتبر أول مسجد بني بهذا الإقليم، مشيرا إلى أنه يشكل معلمة دينية تاريخية وأثرية ذات استقطاب مهم للمصلين، وذلك نظرا لموقعه الجغرافي حيث يتوسط مجموعة من الأحياء السكنية.

وأضاف العمراوي في تصريح مماثل، أن هذا المسجد إلى جانب رمزيته التاريخية، فإنه يتوفر على كافة الشروط الضرورية لإقامة الشعائر الدينية، مشيرا إلى أن مدينة السمارة شهدت خلال السنوات الأخيرة تشييد وبناء العديد من المساجد، بمختلف الأحياء تماشيا مع النمو الديموغرافي، واستجابة للطلب المتزايد على المساجد، وخاصة خلال شهر رمضان الفضيل.

وعبر عدد من رواد هذا المسجد، المتفرد في شكله الهندسي، عن حرصهم على أداء الصلوات وخاصة صلاة العشاء والتراويح بهذا الصرح الديني، رغم بعد المسافة بين هذه المعلمة الدينية ومحل سكناهم، للاستمتاع بكل الأجواء الروحية التي يضمنها المسجد، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات