السبت, يناير 18, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالمدونة بدون تواصل - أشطاري 24 | Achtari 24

المدونة بدون تواصل – أشطاري 24 | Achtari 24


انتقلت مدونة الأسرة إلى مرحلة ثانية من الإنجاز. فبعد تقديم التعديلات أمام جلالة الملك محمد السادس، وبعد موافقة المجلس العلمي الأعلى على 15 نقطة من بين 18 عرضها أمير المؤمنين على نظر أهل الفتوى، وبإعلان الحكومة تشكيل لجنة وزارية لصياغة المدونة الجديدة بتعديلاتها، نكون قد دخلنا مرحلة مهمة من التداول حول موضوع مهم قبل عرضه على أنظار البرلمان قصد المناقشة والمصادقة.
غير أن الحكومة المهتمة بتعيين اللجنة الوزارية المكلفة بصياغة مشروع قانون يتعلق بمدونة الأسرة قصد تقديمه أمام البرلمان، نسيت أنها خالفت تعليمات جلالة الملك، الذي أوصى حين استقباله للجنة المكلفة بالتعديلات بضرورة التواصل مع المغاربة حول الموضوع.
التواصل قضية مختلفة عن الإخبار، ويقتضي مراعاة ظروف وشروط التلقي لأنه متعلق هنا بالإقناع لا بترك المتلقي يتصرف كأنه يتلقى خبرا، غير أن ما حصل كان عكس ذلك تماما، إذ بعد اللقاء الأول لم نعد نسمع شيئا عن الموضوع، الذي بقي عرضة للتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتمادا على ما جاء جملة في العناوين الكبرى للتعديلات، التي خلقت نوعا من الالتباس لدى المجتمع.
لقد تصدى لمناقشة التعديلات، التي ستدخل على المدونة، المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي، ولم نجد من بينهم من سعى للتواصل مع المجتمع عبر طرح الإشكالات والجواب عنها، ولكن كان الغرض الأساسي لديهم هو ربح المشاهدات وتصعيد الأدسنس الذي يتم تحويله دولارات دون مراعاة تأثير ذلك على المجتمع.
لقد تركت الحكومة نقاش المدونة وتعديلاتها للمؤثرين والمؤثرات، وبغض النظر عن دورهم، الذي لا يمكن مناقشته الآن، فإن المؤثر غير مهموم بالحقيقة وهي آخر معنى يبحث عنه، لأن المؤثر ليس داعية، إلا فيما ندر، وليست له أفكارا يدافع عنها، ولا إيديولوجيا يروج لها، فهو باحث في الأصل عن رفع عدد المشاهدات وفق منطق الربح.
حجم المغالطات التي تم ترويجها حول المدونة خلال الأيام الماضية أصبح من الصعب محوه من ذاكرة المواطنين، وقد ترسخت مفاهيم قبيحة حول المدونة لا يمكن نزعها، وذلك بفعل المزايدات، التي مارسها المؤثرون قصد التربع على الأدسنس.
وتحولت المدونة، في غياب التواصل مع المواطنين من قبل الحكومة ومؤسساتها، إلى موضوع للسخرية من قبل فناني الكوميديا، وليس الغلط غلطهم، ولكن غلط الحكومة التي لم تبلغ شيئا لأحد، فحولتها الكوميديا إلى تعابير كاريكاتورية تضحك الناس، لكن مفعولها كبير لدى المجتمع، خصوصا وأن اليوم الكوميديا لم تعد تقتصر على المسرح، ولكن قبل أن ينتهي العرض يكون العشرات صوروه بطرقهم الخاصة وبثوه على وسائل التواصل الاجتماعي.
عندما يتعلق الأمر بموضوع يهم رئيس الحكومة يحرك كل ما يملك من “ذباب إلكتروني” قصد الدفاع عنه، سواء بحكومته أو حزبه أو جمعياته، لكن المدونة بقيت يتيمة لا احد يدافع عنها.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات