الثلاثاء, أبريل 1, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالمؤرخ الفرنسي برنارد لوغان: شرعية النظام الجزائري قائمة على تاريخ مصطنع

المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان: شرعية النظام الجزائري قائمة على تاريخ مصطنع


الدار/ ترجمات

في حوار مع المؤرخ والباحث الفرنسي برنارد لوغان حول الأزمة الفرنسية الجزائرية وتاريخ الجزائر… وفي ظل التوتر المتصاعد بين فرنسا والجزائر، يرى المؤرخ والخبير في الشؤون الإفريقية، برنارد لوغان، أن جذور الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تمتد إلى عقود طويلة من الصراع السياسي والتاريخي.

لوغان، الذي سبق أن درس في مدارس عسكرية كبرى مثل سان سير، أصدر مؤخرًا كتابًا بعنوان “تاريخ الجزائر المتعددة”، حيث يحلل فيه تطورات الوضع الراهن على ضوء الخلفيات التاريخية.

تأتي تصريحات لوغان في سياق أزمة دبلوماسية حادة، تفاقمت بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الذي أكد أن “فرنسا لا تسعى إلى المواجهة مع الجزائر، بل إن الأخيرة هي التي تتبنى نهجًا عدائيًا”، مطالبًا باتخاذ “إجراءات تدريجية” ضد الجزائر إذا استمرت في رفض استعادة مواطنيها المرحلين من فرنسا.

في حديثه عن هذه الأزمة، يرى لوغان أن موقف روتايو له ما يبرره، إذ يعتبر أن الجزائر في حالة “حرب مستمرة ضد فرنسا منذ 1962”، مشيرًا إلى أن هذا العداء واضح حتى في النشيد الوطني الجزائري، الذي يحمل في طياته خطابًا مناهضًا لباريس.

بحسب لوغان، فإن النظام الجزائري يعتمد في شرعيته على “رواية تاريخية مصطنعة”، ويستخدمها كوسيلة لإبقاء التوتر قائمًا مع فرنسا لتحقيق مكاسب سياسية داخلية. ويشير إلى أن أحد أسباب التصعيد الحالي هو “صدمة الجزائر من اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، إذ اعتادت الجزائر على تقديم مطالبها التاريخية لباريس، التي كانت تلبيها في كثير من الأحيان.

ويؤكد الباحث أن قراءة التاريخ بشكل موضوعي تكشف أن الجزائر لم تكن كيانًا موحدًا عبر العصور، بل كانت أراضي متعددة الحكم والتأثيرات، قبل أن تستعمرها فرنسا في 1830.

يرى لوغان أن الخلاف الفرنسي الجزائري ليس مجرد نزاع سياسي أو دبلوماسي، بل هو صراع طويل الأمد تحركه اعتبارات أيديولوجية وتاريخية، حيث تسعى الجزائر إلى فرض سرديتها الخاصة، بينما تحاول فرنسا إعادة ضبط علاقتها معها وفق معايير جديدة.

في ظل هذا المشهد، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وما إذا كان بالإمكان تجاوز الإرث التاريخي الثقيل للوصول إلى تفاهمات جديدة، أم أن التوتر سيظل هو العنوان الأبرز لهذه العلاقة.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات