الثلاثاء, يناير 21, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالكنبوري يكتب. تنصيب الإمبراطور ترامب

الكنبوري يكتب. تنصيب الإمبراطور ترامب


جرى الاثنين، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية، حيث ألقى خطابا مزدوجا، خطاب إلى الأمة الأمريكية، وخطاب إلى “الأمة” العالمية.

النبرة التي تحدث بها ترامب في خطابه الواثق نبرة فيها الشعور بالتفوق على العالم، والشعور بأن أمريكا تقود البشرية، ومسؤولة عنها وعن مستقبلها، عن الحرب والسلم، لأن الحرب والسلم بيدها. 

أول عبارة نطق بها ترامب هي أن أمريكا دخلت منذ العشرين من يناير 2025 “العهد الذهبي”. 

هذا يعني أن لديه برنامجا شاملا للسيطرة على العالم وترويض ضعفائه، وسيكون لديه برنامجان، واحد لتقوية إصرائيل، وآخر لإضعاف روسيا. 

سيلجأ ترامب إلى القوة في السياسة الدولية، فقد جمع فريقا متكاملا من عبدة القوة وممثلي هوليود والمتحكمين في مواقع التواصل الاجتماعي وأقطاب اليمين المسيحي المتطرف الذي يعتبر إصرائيل بداية عودة المسيح.

 فترامب من أشد المسيحيين إيمانا، ولذلك قال في كلمته إن الله نجاه من الرصاصة التي أصابته في ولاية بنسلفانيا في يوليوز من العام الماضي لأنه ـ الله ـ يريده أن يتمم مشروعه.

قال ذلك وسط تصفيقات عالية من المئات الذين تجمعوا حوله، صفقوا لأنه شكر الله على النجاة، وعندنا نحن كلما تفوه المرء بكلمة شرعية كان محافظا ورجعيا. 

كيف نفسر ذلك؟.

التفسير العلمي هو القوة والضعف، عندما يكون المجتمع قويا ينظر إلى دينه كعنصر قوة، وعندما يكون ضعيفا يعتبر دينه سبب تخلفه.

 وهذا ما يجعل العلمانيين والملحدين يرفضون الدين لأنهم يشعرون بالضعف أمام الغرب، وبعضهم يلتحق بدينه، وبعضهم بتشريعاته، والخلاصة عندي أن وراء العلمانية والإلحاد عوامل نفسية أكثر منها موضوعية علمية. 

أمريكا إمبراطورية حقيقية ما في ذلك شك، فهي أكثر اتساعا وأكثر تصنيعا، وهي الدولة الوحيدة التي يوجد مبتكرو الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فيها، بينما جميع الدول الأوروبية ليس فيها واحد، وقبل أسابيع ناقش الأوروبيون السيطرة الأمريكية على موقع التواصل وبدأوا يفكرون في خلق نموذجهم البديل. 

لكن إذا كانت أمريكا إمبراطورية فإنها لن تخرج عن القاعدة التي تحكم الإمبراطوريات، وهي أنه تظهر وتختفي، وفي نهاية التسعينات ظهر كتاب هام للمؤرخ الأمريكي بول كينيدي تحت عنوان”ميلاد وأفول القوى العظمى” Naissance et déclin des grandes puissances درس فيه ظهور واختفاء الإمبراطوريات التي تعاقبت في التاريخ، وختم بفصل خصصه للولايات المتحدة الأمريكية تنبأ فيه بأفول الإمبراطورية الأمريكية، ولا أعتقد أن ترامب لم يقرأ هذا الكتاب لأنه أثار ضجة حين صدوره. 

وسواء قال ذلك بول كينيدي أو لم يقل فإن الأيام دول.

*إدريس الكنبوري مفكر مغربي



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات