قال المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي، إن أغلب الأفلام التي تحقق نجاحا كبيرا وتنافس لأسابيع طويلة في القاعات السينمائية، هي أعمال “فارغة جدا من ناحية المضمون وبدون أي مستوى فكري أو معرفي وتعتمد على كوميديا بسيطة جدا وفجة”، معتبرا أنها نتيجة لما يطلبه الجمهور وتعكس مستواه.
وأضاف الكلاعي في لقاء مع “العمق”، أنه يجب تربية الجمهور على الفن الراقي الذي يدعوه إلى التفكير والتواصل مع العمل الإبداعي في المدارس والنوادي السينمائية، إضافة رفع التلفزيون لجودة إنتاجاته لأن الاضمحلال الذي تعيشه السينما اليوم قادم منه، وفق تعبيره.
واعتبر ذات المتحدث، أن المسؤولين لم يعوا بعد أهمية السينما كسلاح قوي يمكن من خلاله إظهار صورة المغرب للخارج والدفاع عن هويته وثقافتة، مشيرا إلى أن تأثير الثقافة الغربية على المجتمع المغربي ليس أمرا جديدا، وذلك بسبب وعي الغرب بأن السينما أداة فعالة في صناعة ثقافة الشعوب.
وعن الجدل الذي رافق تناول بعض المخرجين لمواضيع دخيلة عن الثقافة المغربية في أفلامهم كالشذوذ الجنسي، أوضح الكلاعي أنه لا يرى أن هناك توجها عاما يرفض على المخرجين تناول مواضيع محددة، وأن ما يحصل في السينما اليوم يعود إلى حدود الحرية التي بدأت تتسع وتدفع كل شخص إلى الحديث عن اختلافه وما يهمه، حسب تعبيره.
وتابع ذات المتحدث، أن الاختلاف الحاصل في السينما لا يسبب أي مشكلة بالنسبة إليه، لأن الجمهور والتاريخ هو الحكم، معتبرا أن هناك دول عديدة في الغرب تعاني ولا يمكنها مواجهة المكينات السينمائية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار عبد السلام الكلاعي، إلى أن موضوع الشذوذ ليس من اهتماماته حاليا لأن هناك مواضيع أكثر أهمية للشعب المغربي يمكنه تناولها، لافتا إلى أنه إذا اشتغل عليه مستقبلا فلن يكون بشكل سطحي بسيط ومن أجل خلق البوز وإنما بعد دراسة لنظرة المجتمع حوله وكيف يعيش أصحابه بينهم، وفق تعبيره.
مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي: