يواصل نادي الوداد الرياضي تحضيراته المكثفة لمواجهة الجيش الملكي، المقررة بعد غد الخميس، على أرضية “الملعب البلدي بالقنيطرة”، في مباراة مؤجلة عن الجولة الـ13 من البطولة الاحترافية – القسم الأول “إنوي”.
ويستعد الفريق الأحمر لهذه المواجهة بحذر وتركيز كبيرين، بالنظر إلى حساسيتها وأهميتها في مشوار البطولة، خاصة وأنها تأتي في ظل تحقيق الفريق لسلسلة من النتائج الإيجابية التي رفعت معنويات اللاعبين والجهاز الفني.
وخاض الوداد حصته التدريبية ما قبل الأخيرة، صباح اليوم الثلاثاء، تحت قيادة المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، الذي يحرص على إدخال لاعبيه في أجواء “الكلاسيكو” أمام الجيش الملكي، خصم الوداد التقليدي في مواجهات تُعتبر قمة الكرة المغربية.
ويأتي هذا اللقاء بعد انتصارين ثمينين حققهما الفريق الأحمر، الأول على حساب أولمبيك آسفي والثاني أمام شباب السوالم، مما جعله يقفز إلى المركز الثالث في جدول الترتيب برصيد 22 نقطة، مستعيداً بذلك بعضاً من بريقه في البطولة.
وتلقى الوداد ضربة موجعة بغياب المدافع جمال حركاس، الذي لن يشارك في المباراة بسبب الإيقاف بعد تلقيه للإنذار الرابع خلال المباراة الأخيرة أمام شباب السوالم.
ويمثل هذا الغياب تحديًا حقيقيًا للمدرب رولاني موكوينا، الذي بات مُطالبًا بإيجاد التوليفة المناسبة لتعويض اللاعب في خط الدفاع.
وتتمحور خيارات المدرب الجنوب إفريقي بين إشراك أيمن الديراني أو نبيل مرموق إلى جانب عبد المنعم بوطويل، في محاولة للحفاظ على توازن الخط الخلفي وعدم ترك مساحات قد يستغلها الهجوم القوي للجيش الملكي.
وفي تصريحات سابقة، أكد رولاني موكوينا أن مواجهة الجيش الملكي لن تكون سهلة على الإطلاق، مشيرًا إلى أن الفريق العسكري يُعد خصمًا عنيدًا ويمتلك عناصر قوية قادرة على صنع الفارق.
وأضاف المدرب الجنوب إفريقي أنه عاكف على دراسة وتحليل المباريات الأخيرة للجيش الملكي من أجل الوقوف على نقاط قوته وضعفه، وتحضير استراتيجية تتناسب مع إمكانيات فريقه وطموحه لتحقيق نتيجة إيجابية.
كما شدد على ضرورة تجنب الأخطاء التي ظهرت في المباريات السابقة، معتبرًا أن التركيز والانضباط التكتيكي سيكونان مفتاح الانتصار في هذه القمة.
ويتطلع الوداد إلى مواصلة صحوته وتقليص الفارق مع المتصدر، بينما يسعى الجيش الملكي بدوره لتعزيز موقعه في الصدارة وإبعاد منافسيه المباشرين.
وتُضيف عوامل الضغط الجماهيري والطابع التاريخي لهذا اللقاء المزيد من الإثارة والتشويق، ما يجعل مباراة “الكلاسيكو” محط أنظار عشاق الكرة المغربية داخل وخارج أرض الوطن.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل سينجح الوداد في استثمار معنوياته المرتفعة وتحقيق الفوز الثالث تواليًا، أم أن الجيش الملكي سيحافظ على صدارته ويُفسد فرحة الفريق الأحمر؟ الإجابة ستُحسم فوق أرضية الملعب، في واحدة من أقوى وأشرس مباريات البطولة.