في مقابلة مع إذاعة “راديو الجنوب” الفرنسية، تحدث هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، عن الوضع المتوتر بين المغرب والجزائر وفرنسا، مشيرًا إلى تعقيد العلاقات بين الدول الثلاث. وقال العلوي: “أود الابتعاد قليلًا عن ذلك، ليس بسبب كوني مغربيًا، بل لأن العلاقات بحاجة إلى تهدئة. الوضع متوتر للغاية بل وخطر جدًا، فنحن في مرحلة لم تكن فيها الأوضاع أكثر توترًا منذ عقود.”
وأضاف صاحب كتاب “الإسلام والديمقراطية” أنه في هذا السياق الثلاثي بين المغرب والجزائر وفرنسا، وخاصة بين البلدين المغاربيين باعتبارهما جارين، فإن الوضع يشهد أجواءً متوترة قد تؤدي إلى حوادث غير مرغوب فيها، داعيًا إلى ضرورة التهدئة لتفادي التصعيد، قائلاً: “إن الحوادث ممكنة ويجب العمل على تفاديها.”
وتطرق هشام العلوي إلى قضية الحدود في المنطقة، مشيرًا إلى حساسيتها بالنسبة لجميع الأطراف. وأكد قائلاً: “كمغربي، لا يسعني إلا أن أفرح بحقيقة اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء.” وربط ذلك بتاريخ الاستعمار في المنطقة، موضحًا: “عندما نتحدث عن إنهاء الاستعمار، فإننا نتحدث أيضًا عن الاعتراف بأدوار بعضنا البعض. لا يمكننا الهروب من هذا التاريخ.”
أيضًا تحدث الأستاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، عن دور فرنسا في هذه الأوضاع، حيث أشار إلى التحدي الذي تواجهه فرنسا في محاولة التوازن بين البلدين المتنافسين: “بالنسبة لفرنسا، إنه تحدٍ أن تظل على مسافة متساوية بين أخوين عدوين، للأسف.” وأضاف أن فرنسا في هذه الحالة تواجه “قضية فرنسية-فرنسية”، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في السياسة الداخلية لبعض الدول.
وأشار هشام العلوي إلى أن العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري لا تشهد أي مشاكل، قائلاً: “بين المغاربة والجزائريين لا يوجد أي مشكلة.” لكنه أضاف أن هذا الوضع يختلف بالنسبة للقيادة الجزائرية، حيث قال: “يبدو أن القيادة، وأقول فقط القيادة الجزائرية ليست منشغلة بالمغرب.” مستدركا أن هذه العلاقة ليست مجرد “انشغال”، بل هي “هوس” في بعض الأحيان، وهو ما يعكس التوتر السياسي الداخلي الذي يعزز هذه النزاعات.
وعبّر العلوي عن مشاعره تجاه الجزائر والشعب الجزائري قائلاً: “بصفتي مغربيًا، لدينا أفضل المشاعر تجاه إخواننا الجزائريين”، مشددًا على أنه لا يمثل الخطاب الرسمي، بل يعبر عن رأيه الشخصي. وأضاف أن الانتماء إلى المنطقة المغاربية يبقى أمرًا قويًا، حيث قال: “لكن أن تكون مغاربيًا، فهذا شيء قوي جدًا.”