خص نائب الرئيس التنفيذي الدولي لشركة إيرباص، ووتر فان ويرش، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار تطرق فيه إلى التعاون بين المغرب وإيرباص، وإمكانات النمو التي تزخر بها المملكة، وتحدي إزالة الكربون من قطاع الطيران، وذلك على هامش القمة الثالثة لشركة إيرباص، المنعقدة يومي 24 و25 مارس في تولوز.
– كيف تواجه إيرباص تحدي إزالة الكربون من قطاع الطيران ؟
وفقا لتقديراتنا، سيكون العالم بحاجة إلى 42 ألف طائرة جديدة خلال السنوات القادمة. وهو ما يمثل هدفا مهما بالنسبة لإيرباص لتوفير العدد الأكبر من هذه الطائرات، إلا أن ذلك لن يكون ممكنا دون قدرتنا على إزالة الكربون من قطاع الطيران.
بالنسبة لإيرباص، تعتبر إزالة الكربون إحدى الركائز الأساسية في استراتيجيتها. ولبلوغ هذا الهدف، نلتزم بتزويد زبنائنا بطائرات ذات تكنولوجيا حديثة، في وقت لا تزال فيه 66 بالمائة من الطائرات التي تحلق في العالم حاليا من الجيل القديم. لذلك، إذا تم استبدالها بطائرات جديدة، سنتمكن مباشرة من توفير 20 وحتى 25 في المائة من الوقود والانبعاثات.
أما المحور الثاني فإنه يتعلق بإدارة الحركة الجوية. ولهذه الغاية، طورت إيرباص برمجيات من شأنها تحسين عملية الهبوط أو الإقلاع، مما يساهم في تقليل استهلاك الوقود.
كما نعمل باستمرار على تحسين طائراتنا بالتعاون مع شركائنا، خاصة على مستوى المحركات، إضافة إلى تطوير جيل جديد من الطائرات التقليدية المتوقع وصولها في أفق سنة 2035، وعلى المدى الطويل، فإننا نعمل على تطوير طائرات هيدروجينية.
وبالنسبة للوقود، نعمل على تطوير “وقود طيران مستدام”، وهو وقود بديل يتم إنتاجه من مواد أولية مستدامة، وهي وسيلة سريعة وفعالة لإزالة الكربون من القطاع.
– يسعى قطاع الطيران إلى بلوغ مستوى صفر كربون بحلول 2050، كيف تساهم إيرباص في تحقيق هذا الهدف ؟
على المستوى التكنولوجي، نعد أحد رواد الطيران التجاري، ونعتمد على التكنولوجيا والابتكار والبحث والتطوير لتحقيق أداء أفضل من خلال طائرات أخف وزنا وأكثر تطورا تستجيب لمعايير عالية من الجودة والسلامة، إذ تعتبر “السلامة والجودة” أحد شعارات إيرباص !
ومن مهامنا الأساسية أيضا، النجاح في إزالة الكربون من القطاع، بفضل استراتيجية متعددة المحاور. لكن لتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى تدخل الحكومات والشركات النفطية الكبرى وكافة الأطراف المعنية.
– ما هي رؤية إيرباص لمستقبل الطيران ؟
يشهد قطاع الطيران نموا مطردا، حيث يتزايد الطلب على السفر. والآن، يقع على عاتقنا إيجاد الحلول المناسبة، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك.
نحرز العديد من الإنجازات، إلا أنها لا تزال غير كافية. لا زالت 2 إلى 3 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية تأتي من هذا القطاع، لذا سنواصل العمل بجد لتحسين أدائنا.
ومن هذا المنطلق، نحاول إشراك الكفاءات المحلية في مهمتنا بالدول التي نتعاون معها. ويعتبر المغرب مثالا جيدا في مجال الكفاءات المحلية، حيث يتوفر على العديد من الجامعات التي تقوم بعمل متميز.
تمثل بصمة إيرباص في المغرب 70 بالمائة من الصناعة الجوية الوطنية، محققة بذلك رقم معاملات فاق مليار يورو سنة 2023.
نشغل حاليا أزيد من 1000 موظف مغربي في الموقعين الصناعيين (إيرباص أتلانتيك)، وسيرتفع هذا العدد مع استحواذنا على شركة “Spirit”، التي تمتلك مصنعا بالدار البيضاء.
تحتوي جميع طائراتنا على مكونات مصنعة في المغرب، شريكنا الأساسي في سلسلة التوريد الخاصة بإيرباص.
وبالنسبة لنا، يضطلع المغرب بدور رئيسي في هذا القطاع، نظرا للشراكة طويلة الأمد والعلاقات الممتازة التي تربطنا وإرادتنا المشتركة لتعزيز التعاون، خاصة وأن إيرباص تتواجد في المملكة منذ أكثر من 70 سنة.
كما نأمل أن تقتني الخطوط الملكية المغربية طائرات من إيرباص.
– فرض المغرب نفسه على ساحة الطيران الدولية، ما رأيكم في هذا التطور ؟
يشكل قطاع الطيران ركيزة أساسية للاقتصاد المغربي، والذي سجل نموا هائلا خلال السنوات الأخيرة.
بالنسبة لإيرباص، يعتبر المغرب بلدا محوريا. تربطنا علاقات تمتد لسنوات طويلة، ونرغب في مواصلة النمو وتعزيز العلاقات الثنائية، فهذا أمر مهم بالنسبة لنا.
كما أن لدى المغرب طموحات كثيرة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد تم مؤخرا، الكشف عن استراتيجية مطارات 2030، تزامنا مع تنظيم كأس العالم، الذي يعد فرصة رائعة للمملكة لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
و م ع