الخميس, مارس 6, 2025
Google search engine
الرئيسية"العقرب ثنائي الذيل" .. المغرب يعزز القدرات الهجومية بمُسيرة صينية

“العقرب ثنائي الذيل” .. المغرب يعزز القدرات الهجومية بمُسيرة صينية



أكدت تقارير إعلامية عسكرية حصول الجيش المغربي على الطائرة المسيرة صينية الصنع من طراز “TB-001″، المعروفة أيضًا باسم “العقرب ثنائي الذيل”، التي من المتوقع أن تعزز القدرات الجوية للقوات المسلحة الملكية، خاصة في مجال مراقبة الحدود وتنفيذ الضربات الدقيقة، إضافة إلى دعم إستراتيجية تعزيز القدرات الدفاعية وتوطين الصناعات العسكرية التي يتبناها المغرب.

في هذا الصدد ذكر تقرير لموقع “غلوبال ديفينس نيوز” أن المسيرة الصينية، التي تصنعها شركة “Sichuan Tengden Sci-Tech Innovation”، تتمتع بقدرات تشغيلية مهمة، إذ يمكن أن يصل مداها إلى 6000 كيلومتر، ويمكنها البقاء في الجو لأكثر من 35 ساعة، كما تتميز بتصميم فريد يسمح لها بحمل ذخائر يصل وزنها إلى 1200 كيلوغرام، ما يجعلها خيارًا جيدًا لتنفيذ مهام الاستطلاع والضربات الدقيقة.

وأكد الموقع ذاته أن امتلاك هذه الطائرة الصينية يعزز من القدرات الهجومية للمغرب، ويواكب جهوده المستمرة لتأمين حدوده وضمان سيادته على الصحراء، مبرزًا أن “اقتناء المغرب هذه الطائرة يأتي في إطار تحوله الإستراتيجي نحو تنويع شراكاته الدفاعية وتقليل اعتماده على الموردين التقليديين من الغرب، إذ سبق للقوات المسلحة الملكية المغربية أن حصلت على عدة أنظمة دفاعية صينية، بما في ذلك الطائرة المسيرة Wing Loong II، ومنظومة الدفاع الجوي Sky Dragon 50، وراجمات الصواريخ AR2، ومنظومة الصواريخ المضادة للدبابات HJ-9A”.

وأشار المصدر نفسه إلى أن “اقتناء طائرة TB-001 الصينية يأتي أيضًا ضمن إستراتيجية المغرب الأوسع لتعزيز موقفه العسكري، خصوصًا على حدوده الجنوبية، حيث تواجه الرباط تحديات أمنية مستمرة في الصحراء بسبب أنشطة جماعة البوليساريو الانفصالية، ما يدفعها إلى تعزيز بنيتها الدفاعية لتأمين المنطقة”، وزاد: “بالتالي من المتوقع أن تعزز هذه المسيرة قدرات المملكة في الاستطلاع والمراقبة، إضافة إلى تنفيذ ضربات دقيقة عند الحاجة”.

وسجل التقرير عينه أن “هذه الصفقة لها تداعيات جيوسياسية أوسع، إذ يُنظر إلى تزايد وجود التكنولوجيا العسكرية الصينية المتقدمة في شمال إفريقيا على أنه جزء من تحول في ديناميكيات الدفاع الإقليمي”، مشددًا على أن “عملية التحديث العسكري المستمرة في المغرب لفتت انتباه الدول المجاورة والمراقبين الدوليين، خاصة في ما يتعلق بأمن البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الصحراء، إذ قد تدفع القدرات المتنامية للقوات المسلحة الملكية المغربية بعض الدول إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها الدفاعية، خاصة في ظل النفوذ العسكري المتزايد للمغرب”.

في هذا الإطار أوضح هشام معتضد، باحث في الشؤون الإستراتيجية والأمنية، أن “اقتناء المغرب الطائرات المسيرة الصينية، وعلى رأسها TB-001، يُشكل خطوة إستراتيجية ذكية تُعزز القدرات العسكرية للمملكة في مجالات المراقبة والاستهداف الدقيق، إذ توفر المسيرات الصينية إمكانيات كبيرة من حيث مدى التحليق الطويل، وسعة الحمولة الكبيرة، والتكلفة التشغيلية المنخفضة مقارنة ببعض المنظومات الغربية”.

وأضاف معتضد: “على سبيل المثال تُعد TB-001 قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 6000 كيلومتر والبقاء في الجو لمدة 35 ساعة، ما يمنح القوات المسلحة الملكية قدرة مستدامة على مراقبة الحدود وتأمين المناطق الصحراوية الواسعة، مع تنفيذ ضربات دقيقة عند الضرورة باستخدام ذخائر ذكية”، مبرزًا أن “سياسة المغرب القائمة على تنويع الموردين تُعد ركيزة أساسية لتعزيز سيادته العسكرية وتفادي الارتهان إلى مصدر وحيد للتسليح؛ فإلى جانب الصين يعتمد على مسيرات تركية، مثل Bayraktar TB2، التي أثبتت فعاليتها في النزاعات الإقليمية بفضل مرونتها الهجومية ودقتها العالية”.

وتابع المتحدث لهسبريس بأن “رؤية تنويع مصادر التزود بالسلاح لا تقتصر فقط على تعزيز الجاهزية العسكرية، بل تُؤسس أيضًا لقاعدة وطنية لصناعة الدرونات؛ فالمغرب يمتلك المقومات البشرية والتقنية التي تؤهله لاستيعاب هذه التقنيات، وتطوير نماذج محلية تلبي احتياجاته الدفاعية والأمنية”، وزاد: “من خلال نقل المعرفة من الصين وتركيا وحتى الولايات المتحدة يمكن للمغرب بناء منظومة تصنيع عسكري متكاملة تُعزز استقلالية قراره الإستراتيجي، وتُرسخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة في شمال إفريقيا وغرب الساحل”.

وشدد الباحث ذاته على أن “تصاعد التهديدات غير التقليدية في المنطقة، مثل تحركات الجماعات المسلحة والانفصالية، يجعل من تطوير صناعة محلية للدرونات عاملًا حاسمًا لتعزيز الأمن القومي المغربي”، معتبرًا أن “اعتماد المغرب على مسيرات صينية وتركية، مع استمراره في تحديث أسطوله الجوي، يُعبر عن إستراتيجية دفاعية متكاملة لا تعزز فقط قدرته على مواجهة التحديات الأمنية المباشرة، بل تضعه أيضًا على طريق التحول إلى مركز صناعي عسكري في المنطقة، قادر على إنتاج وتصدير تقنيات متقدمة في مجال الطيران المسير، ما يُكرس حضوره كفاعل أمني إقليمي ودولي في السنوات القادمة”.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات