الجمعة, مارس 21, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربي"العرنسية" تغزو أحاديث المغاربة.. استلاب ثقافي يُهدد الهوية اللغوية

“العرنسية” تغزو أحاديث المغاربة.. استلاب ثقافي يُهدد الهوية اللغوية


يلجأ الكثير من المغاربة، خلال محادثاتهم اليومية، سواء في الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استعمال كم كبير من الكلمات الفرنسية وأحيانا الإنجليزية، في جمل بالدارجة المغربية أو الأمازيغية، فيما يسمى بـ”العرنسية”،  وهي مزيج بين اللغة الفرنسية واللغة العربية وهو ما يثير عددا من الأسئلة حول دوافع هذا السلوك وتأثيره على الهوية اللغوية والثقافية.

وبالرغم من توفر الدارجة والأمازيغية على كلمات ومفردات استعملها المغاربة منذ سنين خلت في تواصلهم، إلا أن الكثير من الأشخاص في وقتنا الراهن، يستنجدون خلال محادثاتهم اليومية بكلمات من الفرنسية، وهو ما دفع النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار محمد بادو إلى الدعوة لتعزيز مكانة العربية والأمازيغية.

ونبه بادو، في سؤال كتابي لوزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، إلى أن هذه “الظاهرة الدخيلة”، التي لا تقتصر على فئة معينة من المجتمع، بل باتت تؤثر بشكل مباشر على الثقافة والهوية اللغوية المغربية، مشيرا إلى أن اللغتين العربية والأمازيغية، بما تحملانه من إرث ثقافي وتاريخي، تشكلان الركيزة الأساسية في بناء هوية وطنية متماسكة.

سلوكات وليس ظاهرة

ومن منظور علم الاجتماع، أبرز الأكاديمي والباحث المتخصص في علم الاجتماع، عادل بلعمري، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الأمر لا يتعلق بظاهرة اجتماعية، وإنما بـ”سلوكات اجتماعية تنتج في إطار علاقات تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض في حياتهم اليومية”.

“بحيث يلاحظ أنه أثناء كلامهم وهم يعبرون، يستعملون تعبيرات لغوية تستعمل فيها كلمات ومفردات من اللغات الأجنبية، في الغالب الأعم إما باللغة الفرنسية أو الإنجليزية، تارة بشكل عفوي وتارة أخرى بكيفية مقصودة”، يسترسل بلعمري.

وفسر اللجوء إلى هذه السلوكات بأنه “أحد أنماط التعبير لإثبات نوع من التفرد والتميز، وهذا مرده للاستلاب الثقافي الجزئي، بفعل التأثر بثقافة الآخر الناتجة عن الإرث الاستعماري وأيضا بفعل المد الجارف للعولمة”، في ظل الإقبال على الوسائط الرقمية والأنترنت، التي “أصبحت من العوامل الهامة في انتقال ما يسمى بالتعددية الثقافية”.

تهديد الهوية

وباعتبار اللغة أحد أهم عناصر الهوية الثقافية، كونها وعاء للثقافة والقيم والمعتقدات والتاريخ، فإن اللجوء إلى استعمال عبارات أجنبية خلال الحديث بالدارجة أو الأمازيغية، يهدد “نسبيا” الهوية اللغوية والثقافية للمغرب، بحسب الأكاديمي والمتخصص في علم الاجتماع.

“بمعنى أن الأمر ليس فقط مجرد علاقات وظيفية في المجتمع، فنحن جميعنا تلقىينا نسقا من القواعد والقوانين الاجتماعية، وتشبعنا بالقيم والأعراف والتقاليد والنظم الاجتماعية التي تستمد أصولها وجذورها من هويتنا الثقافية التي لا يمكن تحت أي ذريعة التنصل منها”، يضيف المتحدث.

ويمكن للتأثير اللغوي في ظل المد الجارف للعولمة أن يساهم في تغيير ملامح الهوية الثقافية، “خاصة إذا حصل لدينا استيعاب كلي للغة الأجنبية بشكل كبير دون الحفاظ على اللغة المحلية، وهذا فيه تأثير مباشر على الهوية لهذا”، يقول بلعمري.

ودعا الباحث في علم الاجتماع إلى ضرورة التوعية وتعريف الجيل الحالي بأن “موروثنا اللغوي يُعدّ تراثًا لاماديًا وجزءا لا يتجزأ من هويتنا كأمة مغربية متماسكة، مؤكّدًا أن اللغة، سواء العربية أو الأمازيغية، هي امتداد تاريخي لهذا المجتمع، ولا مجال للمفاضلة بينهما، إذ إن لكل منهما دورا حيويا في المجتمع. كما شدّد على أهمية اكتساب وإتقان اللغات الأجنبية، باعتبارها من ضرورات ومتطلبات العصر”.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات