اشتكى فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، من هزالة الميزانية المخصصة للقطب الإعلامي العمومي بالمغرب، رغم نسب المشاهدة العالية التي يحصدها القطب، مقارنة بالدول الأوروبية والعربية.
وأوضح العرايشي خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أن القنوات العمومي المغربية حققت خلال سنة 2023 نسبة مشاهدة داخل المغرب بلغت 46,7 في المائة، وفق ما أوردته مؤسسة “أورو طادا” المستقلة في أوروبا.
وكشف العرايشي أن ميزانية القطب العمومي المغربي لا تتجاوز 3 مليار درهم سنويا، تشمل قناة “دوزيم” والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وقنوات وإذاعة “ميدي 1″، مشيرا إلى أن ميزانية قناة “بي بي سي” البريطانية تبلغ 100 مليار درهم سنويا، رغم أن نسب مشاهدتها بإنجلترا أقل من المغرب وتبلغ %40.5.
وأشار إلى أن ميزانية القطب الإعلامي العمومي بألمانيا تبلغ 85 مليار درهم سنويا، مع نسبة مشاهدة تصل إلى %50,4، وهي الأقوى بأوروبا بخصوص الإعلام العمومي، فيما تبلغ ميزانية الإعلام العمومي بإيطاليا 50 مليار درهم.
وبإسبانيا أوضح المتحدث أن نسبة مشاهدة الإعلام العمومي تبلغ %22,2 مع ميزانية سنوية تصل إلى 40 مليار درهم، فيما تبلغ النسبة بفرنسا %32,6 بميزانية 55 مليار درهم سنويا.
واعتبر المصدر ذاته أن نسبة مشاهدة القطب العمومي المغربي متفوقة على أوروبا رغم أن ميزانية الدول الأوروبية أعلى بكثير من المغرب، ورغم أن اللغات المحلية تحمي القنوات العمومية الأوروبية، حيث لا توجد منافسة كبيرة بسبب تعدد اللغات، عكس المغرب الذي لا تحميه لغته العربية في ظل منافسة كبيرة مع أزيد من 1400 قناة ناطقة بالعربية.
وعلى المستوى العربي، قال العرايشي إن المغرب يتصدر الدول العربية في نسب مشاهدة القوات العمومية بـ%46,7، فيما تصل هذه النسبة في الكويت %18,7، و%14,5 في سلطة عمان، و%10,1 بالسعودية، و%9,9 في قطر، و%8,4 بالإمارات، مشيرا إلى أن المغرب يتفوق على المعدل العام لنسب مشاهدة القنوات العمومية بالعالم العربي والتي تبلغ %13.
وأشار المتحدث إلى أن هذه النسبة المرتفعة للمغرب تأتي رغم المنافسة الكبيرة بالعالم العربي، حيث توجد أزيد من 1400 قناة مجانية باللغة العربية عبر الأقمار الاصطناعية، لافتا إلى أن 97 في المائة من المغاربة يتلقون برامجهم فضائيا، مشددا على أن المغربي يختار البرامج الذي يريد مشاهدتها بدون أن يتحكم أحد في اختياراته.
وتابع قوله: “رغم أن نسب المشاهدة ليست معيارا واضحا على الإقبال على برامج القطب العمومية، لكن نسبة مشاهدة الإعلام العمومي المغربي لا تقارن مع الدول العربية الأخرى، علما أن المغاربة واعون بحريتهم في مشاهدة ما يريدون”.
