شهدت الرباط على زيارة مهمة قام بها مستشار الأمن القومي بجمهورية العراق، قاسم الأعرجي، الذي التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في مباحثات حملت دلالات عميقة على صعيد العلاقات الثنائية والتحديات الإقليمية.
تأكيد الدعم للوحدة الترابية
في تصريح يعكس موقف العراق الثابت، أكد الأعرجي دعم بلاده الكامل للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
هذا الموقف يعزز الانسجام بين البلدين في ظل التحديات الإقليمية المتعددة التي تتطلب مواقف موحدة وسياسات متزنة.
دعم العراق لمغربية الصحراء يأتي ضمن سياق أوسع يؤكد على وحدة الدول وسيادتها، وهو موقف يتماشى مع الجهود الدولية لحل النزاعات بطرق سلمية.
مباحثات تعزز العلاقات
وتركزت المباحثات بين الطرفين على قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، حيث شدد الأعرجي على أهمية الحوار والدبلوماسية كآليتين لحل النزاعات والقضاء على الخلافات.
وفي هذا الإطار، تم التأكيد على العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين المغربي والعراقي، والتي تمتد لقرون وتستند إلى أواصر ثقافية وحضارية عميقة.
وأشار الأعرجي إلى أن العلاقات بين البلدين ليست مجرد علاقات تقليدية، بل هي “استراتيجية وعريقة”، مؤكداً وجود إرادة سياسية قوية لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
آفاق التعاون المستقبلي
وتناولت المباحثات طرق تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، مع التركيز على القضايا المشتركة التي تهم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد الطرفان على ضرورة تفعيل آليات التنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الإقليمية والدولية.
ولفتت المباحثات إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه البلدان في تعزيز التكامل العربي والإفريقي، خصوصاً أن العراق والمغرب يتمتعان بموقع جغرافي واستراتيجي يمكنهما من لعب دور فاعل في بناء جسور التعاون الإقليمي والدولي.
الدلالات السياسية للزيارة
زيارة الأعرجي للرباط تأتي في وقت حساس تشهده المنطقة العربية، حيث تتطلب التحديات الراهنة تعاوناً وثيقاً بين الدول العربية.
ومن شأن هذا التقارب بين المغرب والعراق أن يبعث رسالة واضحة حول أهمية الوحدة والتضامن العربيين لمواجهة التحديات المشتركة، سواء على صعيد الأمن أو التنمية أو الحفاظ على السيادة الوطنية للدول.