السبت, يناير 11, 2025
Google search engine
الرئيسيةالرئيسية“العدالة والتنمية” لم يكن لديه الوقت لإجراء “التنميط الأيديولوجي” حينما توسعت دائرة...

“العدالة والتنمية” لم يكن لديه الوقت لإجراء “التنميط الأيديولوجي” حينما توسعت دائرة المنتمين له – لكم-lakome2


قال محمد الطوزي، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية، إن حزب العدالة والتنمية “ليس حزبا إسلاميا فقط، بل هو حزب ذو مرجعية إيديولوجية”، مما يضعه في تصنيف الأحزاب التي “تتميز بعدة مواصفات وخصوصيات سواء في المعارضة أو في الحكومة”. وأكد أن هذا البعد الإيديولوجي يحمل معه عدة عواقب تؤثر على التنظيم الداخلي للحزب، خصوصا عند الانتقال من المعارضة إلى التسيير الحكومي، الأمر الذي يفرض على الحزب تكييف رؤاه مع واقع جديد.

وقدم الباحث تحليلا مقارنا في ندوة نظمها حزب العدالة والتنمية حول حصيلة تجربته السياسية وآفاقه المستقبلية، يوم السبت 02 نونبر بالرباط، حيث لفت أن الحزب واجه تحديا كبيرا في توسيع قاعدته الشعبية بعد عام 2011، حيث تلقى “عددا كبيرا من طلبات الانتماء”، مشيرا إلى أن العدالة والتنمية “لم يمتلك الوقت لتدبير ذلك”، ما أدى إلى دخول بعض “الانتهازيين وأصحاب المصالح” في صفوفه.

 

وشدد الطوزي على أن “التنميط الإيديولوجي” كان ضروريا لضمان توحيد الهوية الحزبية وتدبير الانتماءات الجديدة، لكنه لم يتم بالشكل المطلوب، وهو نفس المشكل الذي واجهه حزب التقدم والاشتراكية.

أوضح الطوزي أن حزب العدالة والتنمية، كحزب ذي مرجعية أيديولوجية، يواجه تحديات مشابهة لتلك التي عرفها حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)، مشيراً إلى أن الحزبين يتقاسمان نفس الرهانات والمشكلات. وتطرق إلى مسار الحزب الشيوعي المغربي، الذي شهد تحولات في تموقعاته السياسية والأيديولوجية وتغيير اسمه وتعامله مع قضايا مختلفة، وأضاف أن “اللقاء بين العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية في التجربة الحكومية السابقة يظهر توافقا في الأيديولوجيا كمكون أساسي لهوية الحزبين.”

في نفس السياق، تناول صاحب كتاب “الملكية والإسلام السياسي في المغرب”، قضية تعاقب الأجيال داخل الأحزاب الأيديولوجية، مشيرا إلى أن هذا التعاقب يشكل تحديا على مستوى الحفاظ على الهوية الحزبية واستمرارية المبادئ الأساسية. مشيرا إلى أن التفاوت الكبير بين الجيل المؤسس، وبين الأجيال التالية يؤدي إلى تباينات في المواقف السياسية وقدرات إدارة القضايا الراهنة.

كما أشار الطوزي إلى أن حزب العدالة والتنمية، على سبيل المثال، يتعايش فيه أربعة أجيال سياسية. فالجيل الأول، الذي يُعرف بالجيل الحركي، نما رأس ماله الرمزي في الحركة الطلابية أكثر من الساحة السياسية. وذكر الباحث أن “جيل من المهارات التدبيرية والسياسية نشأ في الحركة الطلابية، وكان هناك ميل كبير للمشاركة في 20 فبراير”، حيث أصبح لهذا الجيل “إحساس بإمكانية تدبير الشارع”. وقال إن “هذا التفاعل بين الأجيال يعكس تحديا إضافيا يتعلق بمهارة الانضباط التي تميزت بها بعض الأجيال عن غيرها”.

وعدّ الباحث الأيديولوجية كـ “خطاطة واقعية” تساهم في تشكيل القناعات السياسية لأعضاء الحزب، موضحا أنه “في الأحزاب ذات المرجعية الأيديولوجية الصلبة التي تتولى إدارة الحكومة، غالبا ما يرتبط التطور بضرورة “إنتاج إيديولوجي” يتماشى مع التحولات السياسية والاقتصادية. مستنتجا أن “حزب العدالة والتنمية لم يحقق تلك المواكبة بالشكل المطلوب، حيث كان يجب استحضار الفاعلين من الدائرة الدعوية إلى مشهد التدبير السياسي، وهو ما وجد صعوبة في إقناع الأعضاء بالانتقال إلى هذه المرحلة.”

 

 



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات