يستعد حزب العدالة والتنمية لعقد مؤتمره التاسع يومي 26 و27 أبريل المقبل ببوزنيقة، وسط توتر داخلي بسبب غياب عدد من الوزراء السابقين ورؤساء المجالس الترابية المنتمين للحزب، الذين قرروا مقاطعة المؤتمر. ويعود ذلك إلى رفض عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، فتح باب المصالحة مع الأعضاء الغاضبين، لتجنب وقوع مشادات كلامية وتبادل الاتهامات.
بنكيران يدعو لتجاوز الخلافات دون مصالحة رسمية
بحسب المصادر ذاتها، فإن بنكيران يسعى إلى احتواء الأزمة داخل حزب العدالة والتنمية، داعيًا الأعضاء الغاضبين إلى العودة والانخراط في العمل الحزبي دون الحاجة إلى تسوية رسمية للخلافات. وقد وعد الأمانة العامة بعدم توجيه انتقادات جارحة للقيادة السابقة، التي عملت إلى جانب سعد الدين العثماني في الحكومة، وكذلك لرؤساء المجالس الترابية السابقين، مؤكدًا على ضرورة طي صفحة نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021، والتركيز على إنجاح المؤتمر والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، عبر استغلال أخطاء الحكومة الحالية.
جدل داخلي حول النقد الذاتي والتقييم السياسي
في ظل هذه الأجواء، تصاعد النقاش داخل الحزب بعد أن طرح القيادي عبد العالي حامي الدين فكرة ممارسة النقد الذاتي وإجراء مراجعات سياسية وفكرية. غير أن حسن حمورو رد عليه بأن هذه المسألة حُسمت مسبقًا داخل اللجنة التحضيرية، التي ناقشت وصادقت على مشاريع الأوراق المقدمة للمؤتمر، معتبرًا أن إثارتها مجددًا أمر متأخر وغير مبرر.
من جانبه، دخل القيادي محمد يتيم على الخط، مشيرًا إلى أنه كان من أوائل من دعوا إلى تحليل نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021، عبر وضع آلية علمية ومنهجية لفهم ما جرى. وأوضح أنه أراد دراسة فرضية التصويت العقابي للحزب نتيجة سوء تدبيره للشأن العام، إضافة إلى التدقيق في دور المال والنفوذ والخروقات الانتخابية في التأثير على النتائج. لكنه أعرب عن أسفه لعدم تفاعل قيادة الحزب بالشكل المطلوب مع هذه المبادرة، معتبرًا أن اتفاق الأعضاء على تقييم مشترك للوضع السياسي والحزبي ضروري لاستعادة المبادرة.
غياب المصالحة يعمق الانقسامات
وفي ظل هذا الوضع، تساءل العديد من أعضاء حزب العدالة والتنمية عن سبب عدم عقد مصالحة رسمية مع الغاضبين، خصوصًا مع الوزراء السابقين والقيادات التي قدمت استقالتها، مطالبين بمنح الجميع فرصة للإسهام في إعادة تماسك الحزب، وتعزيز حضوره في المشهد السياسي. ومع ذلك، لا يزال بنكيران مصرًا على تجاوز الخلافات دون الدخول في تسويات مباشرة، في خطوة قد تزيد من حدة الانقسامات داخل الحزب خلال المؤتمر المقبل.