السبت, مارس 29, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالعاقل…ملخص لتاريخ الجنس البشري(23)

العاقل…ملخص لتاريخ الجنس البشري(23)


أمينة المستاري
 
 
زواج العلم بالامبراطورية

يتناول هراري السؤال الذي كان يشغل علماء الفلك في بداية العصر الحديث: ما هي المسافة التي تفصل بين الشمس عن الأرض؟. كانت الحاجة لمعرفة صحة نظرية مرور كوكب الزهرة بين الشمس والأرض كل بضع سنوات أمرتا محوريا، حيث كان حساب المثلثات البسيط هو كل ما يحتاجونه والأداة اللازمة لتحديد المسافة بدقة

وفي هذا السياق، تم إرسال حملات استكشافية إلى مختلف أرجاء العالم لمراقبة هذا العبور، حيث تم إرسال عالم فلكي ولم يكن سوى تشارلز جرين إلى تاهيتي، وتم تمويل رحلته الباهضة خاصة وقد رافقته بعثة مكونة من ثمانية علماء آخرين من عدة تخصصات مجالات متنوعة، بالإضافة إلى رسامين، وتم تجهيزهم بأحدث التجهيزات والمعدات العلمية.

وقد قادت الحملة تحت إشراف الكابتن جيمس كوك، البحار المتمرس والخبير الجغرافي والخبير الباحث في الجغرافيا والأنثروبولوجيا.

وعادت الحملة محملة بكمية ضخمة من البيانات الفلكية والجغرافية والنباتية…والتي ساهمت وأثرت  بشكل كبير في عدة مجالات علمية، وألهمت أجيال المستقبل من علماء الطبيعة والفلك.

كما كان لهذه الحملة تأثير في مجال الطب، حيث كان البحارة يتعرضون لأمراض خاصة الأسقربوط، الذي كان سببه مجهولا،  لكن بحلول عام 1747م ، توصل الطبيب البريطاني جيمس ليند إلى وصفة علاجية كانت معروفة لدى الساكنة المحلية ببعض الجزر التي رسوا فيها “الحمضيات” التي أنهت معاناة البحارة مع المرض، بعد إجراء تجارب على أفراد البعثة، واكتشاف أن المرض كان ناتجا عن نقص فيتامين”ج” .

ولك تكن الحملة ذات قيمة علمية فحسب، بل كان لها بعدعسكري وسياسي، فقد تمكنت بريطانيا من إرسال جيوشها إلى الجهة الأخرى من العالم، لاحتلال الأراضي واستيطان المستعمرات الجديدة، فكانت رحلة كوك مأساة للساكنة المحلية بتلك المناطق.

واستفاد الطب من الحملة، حيث كان البحارة يتعرضون لأمراض خاصة الأسقربوط، فلم يكن سببه معروفا ، لكن سنة 1747م ، كانت نقطة التحول بعد توصل الطبيب البريطاني جيمس ليند لوصفة الحمضيات التي أنهت معاناة البحارة مع المرض، بعد إجراء تجارب على مجموعات من البعثة، وتبين له أن افتقاد تغذيتهم لفيتامين “ج” .

كما كان للحملة قيمة عسكرية وسياسية، وتمكنت بريطانيا من إرسال جيوشها للجانب الآخر من العالم، لاحتلال أراضيه واستيطان المستعمرات الجديدة، فكانت رحلة كوك مأساة للساكنة المحلية بتلك المناطق، وبعد قرن من وصول كوك، تمت إبادة سكان تاسمانيا مثلا، بعد أن تم إبعادهم في مرحلة أولى من طرف المستوطنين الأوربيين، واعتقل القليل من الناجين منهم في معسكرات، ورغم محاولة المستوطنين تعليمهم المسيحية والمهارات الإنتاجية إلا أنهم رفضوا وفضلوا في النهاية الموت.

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد استولى علماء الأناسة وأمناء المتاحف على جثث آخر التسمانيين تحت ستار العلم لشرحها ووزنها ومناقشتها مقالات علمية.( قصة تروجانيني التمسانية الأصلية الأخيرة).

ويطرح هراري سؤالا حول ما إذا كانت البعضة علمية محمية بقوة عسكرية أو حملة عسكرية يرافقها عدد من العلماء؟ يجيب عن سؤاله بكونها الإثنتين فلا يمكن الفصل بين الثورة العلمية والإمبريالية الحديثة.

صعود أوربا : من الأطراف إلى مركز العالم

بعد أن كانت أوربا مجرد مناطق بعيدة ونائية عن البحر الأبيض المتوسط، لكن في نهاية القرن 15 أصبحت “سيدة العالم الخارجي” يقول هراري، وتمكن الأوربيون من غزو أمريكا والتفوق في البحر ليتحول مركز القوة إلى أوربا في الفترة بين 1750و1850م، واحتلوا أجزاء كبيرة من آسيا، وسيطروا بحلول سنة 1900م سيطروا على معظم أراضيه، وتمكنت مع الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على أكثر من نصف الإنتاج العالمي، وظهر نظام عالمي وثقافة عالمية جديدة تحت رعاية أوربية.

يرجع البعض أن الفضل في هذا يعود لعلماء أوربا، فقد أدت التطورات اللوجيستية دورا أهم في الغزو الأوربي لأفريقيا من دور السلاح الآلي. يطرح هراري تساؤلا آخر حول الإمكانيات التي طورتها أوربا لتمكنها من السيطرة على العالم في فترة متأخرة، ويجيب: العلم الحديث والرأسمالية. وعند ظهور الطفرة التقنية سخرها الأوربيون أفضل من الآخرين



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات