الإثنين, مارس 31, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالصيام بعيدا عن العائلة.. شباب مغاربة بين الحنين للتقاليد والتأقلم

الصيام بعيدا عن العائلة.. شباب مغاربة بين الحنين للتقاليد والتأقلم


فضلا عن كونه شهرا للروحانية والمشاطرة، يعد رمضان مرادفا للتأمل والكرم والعيش المشترك، وهو كذلك مناسبة تلتئم من خلالها العائلات حول مائدة الإفطار، حيث تقام الأمسيات في أجواء تطبعها البهجة والحميمية.

لكن هذا الدفء العائلي يعد، بالنسبة للبعض، رفاهية مؤجلة. كثيرون هم الذين يقضون شهر رمضان بعيدا عن أقاربهم، على غرار الطلبة في الخارج والشباب العاملين أثناء التنقل أو الذين يتدربون على العيش باستقلالية. إنها تجربة غنية ومرهقة في آن واحد، تتسم بالوحدة ولكن أيضا باكتشاف مختلف للشهر الفضيل ولذواتهم.

ومن خلال ثلاث شهادات، تشاركنا رانيا وفاطمة الزهراء وهاجر تجاربهن في قضاء رمضان بشكل منفرد، بين الحنين إلى التقاليد العائلية والتأقلم مع واقع جديد.

رانيا.. طريقة أخرى لقضاء شهر رمضان بفرنسا

بعدما توجهت إلى فرنسا لمتابعة دراستها في مجال الذكاء الاصطناعي، اختارت رانيا العيش بعيدا عن عائلتها بالدار البيضاء، وهو قرار أثر حتما على طريقة قضائها لشهر رمضان. تقول رانيا، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “كان ذلك واضحا عند مجيئي إلى هنا، كنت أعلم أنني سأقضي رمضان بعيدا عن عائلتي، إنه أمر مختلف عن ما عشته في المغرب، لكنه جزء من مساري”.

وبالرغم من أنها لا تشعر بالوحدة، إلا أنها تعترف بأنها تفتقد في بعض الأحيان أجواء الإفطار مع عائلتها. بالنسبة لها، فإن “التجمعات العائلية حول المائدة، والأحاديث، والتقاليد الصغيرة.. هي أشياء لا يمكن تكرارها في مكان آخر”.

ومع ذلك، فإن رانيا تتأقلم وتجد طرقا أخرى لقضاء هذا الشهر: مشاطرة بعض الوجبات مع الأصدقاء، وتخصيص مزيد من الوقت لممارسة الشعائر الإسلامية، والأهم من ذلك كله، الحفاظ على رابط مع عائلتها.

في هذا الصدد، تؤكد رانيا أنها تحافظ على اتصال دائم بأقربائها. ففي وقت الإفطار، تظل مكالمة الفيديو أمرا ضروريا، إذ تقول رانيا “إنها تتيح لي تقاسم هذه اللحظة معهم، ولو عن بعد”.

فاطمة الزهراء.. استقلالية تكتسب مع مرور الوقت

فاطمة الزهراء، وهي طالبة في السنة الثانية من الماستر بالرباط، تقضي شهر رمضان للمرة الثانية على التوالي بعيدا عن عائلتها. ورغم أن هذه التجربة أضحت الآن مألوفة بالنسبة لها، إلا أنها تزال تشكل تحديا، موضحة “كنت دائما محاطة بأسرتي خلال هذه الفترة. كانت والدتي تهتم بتحضير الطعام، وكنا نجتمع جميعا حول المائدة.. واليوم، يجب أن أتولى كل شيء بمفردي”.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإنها تعتبر هذا الأمر بالنسبة لها درسا في الحياة: تعلم الاستقلالية، والتنظيم، والحفاظ على التوازن بين الدراسة والروحانية. وفي هذا الصدد، كشفت أنها تتأقلم شيئا فشيئا، بفضل زميلتها في السكن، التي تحضر إلى جانبها وجبة الإفطار لجعل هذه اللحظة أكثر حميمية، “بدونها، سيتعين علي أن أفعل كل شيء بنفسي، وذلك ليس بالأمر السهل”.

وللحفاظ على روح رمضان، فإن فاطمة الزهراء تقوم ببعض العادات الخاصة، من قبيل الاتصال بأمها للحصول على نصائح حول الطبخ، وأحاديثها مع صديقاتها، والصلاة الجماعية وقراءة القرآن الكريم. “الأجواء ليست كمثيلاتها مع أفراد العائلة، لكننا نعمل على جعل هذا الشهر حميميا قدر الإمكان”.

هاجر.. “رمضان أكثر تأملا” بعيدا عن العائلة

على خلاف الطالبات، غادرت هاجر، وهي شابة تمتهن قطاع البناء، مسقط رأسها بني ملال لتستقر في العاصمة الاقتصادية. فرصة لم تندم عليها، لكنها تجعلها تعيش رمضان بشكل يختلف تماما عن كل ما عرفته من قبل.

واعتبرت، في تصريح مماثل، أنها “تجربة جديدة. هناك نقص بالطبع، لكنني أحاول أن أجعله وقتا للتأمل والتنمية الذاتية”، مؤكدة أنه على الرغم من غياب الأجواء العائلية التي تعني لها الكثير، فإنها تحاول الحفاظ على بعض التقاليد، من خلال إعداد أطباق تذكرها بالأسرة أو مشاركة الإفطار مع زميلاتها.

وتابعت أن “الأجواء الدافئة لتناول الوجبات مع أفراد العائلة، والأحاديث الممتعة.. هي أمور أفتقدها كثيرا، لكني أظل على تواصل مع عائلتي عبر مكالمات الفيديو،”، مشيرة إلى أنه لتجنب الشعور بالوحدة، فإنها تشارك في عدد من الأنشطة الدينية والثقافية المحلية.

وإذا كان رمضان شهرا للتواصل والمشاركة، فإن هذه الفئة من الشابات أثبتت أنه يمكن أن يشكل أيضا لحظة للتعلم والصمود. بين تدبير المعيش اليومي والتأقلم والحفاظ على العلاقات مع الأقارب، يبدو أنهن نجحن في إعادة خلق أجواء رمضان على طريقتهن الخاصة رغم المسافة، لأن رمضان، إلى جانب الوجبات والتقاليد، هو قبل كل شيء تجربة داخلية، واتصال روحي يتجاوز الإكراهات المادية.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات