الصراع الثلاثي في الحكومة المغربية: هل يستفيد حزب البيجيدي من تفكك التحالف؟
نورالدين بازين
تعيش الساحة السياسية المغربية على وقع تصاعد التوتر بين مكونات التحالف الحكومي الثلاثي المتمثل في حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال. ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بدأ كل حزب يروج لنفسه باعتباره القوة السياسية التي ستقود الحكومة المقبلة، مما ينذر بصراع داخلي قد يفضي إلى تفكك هذا التحالف.
حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش، يسعى إلى تعزيز حضوره الانتخابي والاستمرار في قيادة الجهاز التنفيذي. بالمقابل، يطمح حزب الأصالة والمعاصرة إلى لعب دور أكثر محورية، حيث لا يخفي قادته رغبتهم في احتلال موقع الصدارة مستقبلاً. أما حزب الاستقلال، فيسعى إلى استثمار موقعه داخل الحكومة للعودة بقوة إلى المشهد السياسي كفاعل رئيسي.
في ظل هذا الصراع الثلاثي، يظهر لاعب آخر قد يكون المستفيد الأكبر من هذا التوتر، وهو حزب العدالة والتنمية. الأمين العام للحزب، عبد الإله بن كيران، كثف في الآونة الأخيرة من خرجاته الإعلامية، موجهاً انتقادات حادة للحكومة وسياساتها، ما يعيد إلى الأذهان سيناريو الصعود السياسي للحزب قبل عقد من الزمن.
تكثيف العدالة والتنمية لخطابه المعارض، واستغلاله للثغرات داخل التحالف الحكومي، قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية المغربية، خاصة إذا استمر التراشق الكلامي بين الأحزاب المشكلة للحكومة الحالية. فهل سيؤدي هذا الصراع إلى انهيار التحالف قبل الانتخابات المقبلة؟ أم أن الأحزاب الثلاثة ستتمكن من رأب الصدع والحفاظ على تماسكها؟ في جميع الأحوال، يبدو أن حزب العدالة والتنمية يراقب الوضع عن كثب، مستعداً لاستغلال أي تصدع في التحالف الحكومي لصالحه.
