رغم الإصابة المفاجئة التي ألمّت به وأبعدته عن مواجهتي النيجر وتنزانيا، فإن اللاعب المغربي أسامة الصحراوي قرر البقاء مع المنتخب الوطني في معسكره الإعدادي، الذي ينطلق مساء اليوم الإثنين بقيادة المدرب الوطني وليد الركراكي.
الصحراوي، الذي تعرض لإصابة خلال مباراة فريقه ليل الفرنسي أمام نانت في الجولة 26 من الدوري الفرنسي، خضع لفحص طبي دقيق بمركز محمد السادس لكرة القدم، حيث سيبدأ علاجه تحت إشراف الطاقم الطبي للمنتخب.
ورغم تأكد غيابه عن المباراتين المقبلتين، لم يُعلن الركراكي عن استدعاء أي لاعب لتعويضه حتى اللحظة، ما يفتح باب التساؤلات حول خياراته الفنية في هذه المرحلة الحساسة.
ووضعت الإصابة التي أجبرت الصحراوي على مغادرة الملعب بعد 60 دقيقة فقط من انطلاق المباراة، الجهاز الفني للمنتخب المغربي في موقف صعب، خصوصًا أن الركراكي كان يُعوّل كثيرًا على خدماته لتعزيز خط الهجوم.
وفي ظل غياب الصحراوي، تتجه الأنظار إلى أسماء أخرى مرشحة لتعويضه، يتقدمهم زكرياء أبو خلال، نجم تولوز الفرنسي، وسفيان ديوب، جناح نادي نيس.
أبو خلال يبدو الأقرب لارتداء قميص المنتخب مجددًا، خاصة بعد أدائه المميز هذا الموسم مع تولوز، حيث قدم مستويات ثابتة جعلته أحد أبرز المحترفين المغاربة في أوروبا.
فضلاً عن ذلك، فإن تجربته الدولية وخبرته في البطولات الكبرى تمنحه أفضلية واضحة، إذ كان أحد الأسماء البارزة في إنجاز المنتخب التاريخي بمونديال قطر 2022، حين بلغ “أسود الأطلس” نصف النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية.
أما سفيان ديوب، فرغم تألقه اللافت مع نيس، إلا أن قلة مشاركاته مع المنتخب المغربي قد تجعل فرصته أقل في نيل ثقة الركراكي خلال هذه المرحلة.
ورغم ذلك، فإن مدرب “الأسود” معروف بجرأته في منح الفرصة للعناصر التي يراها قادرة على تقديم الإضافة، بصرف النظر عن الأسماء أو الخبرة السابقة.
وتأتي هذه المستجدات في توقيت بالغ الحساسية، حيث يتصدر المنتخب المغربي مجموعته في تصفيات كأس العالم 2026 برصيد تسع نقاط من ثلاث مباريات.
ويُعد الحفاظ على هذه الصدارة أولوية قصوى بالنسبة للركراكي، خاصة في ظل ملاحقة النيجر وتنزانيا، اللذين يمتلكان ست نقاط لكل منهما، ما يجعل الفوز في المواجهتين المقبلتين أمرًا بالغ الأهمية.
وسيكون لقاء النيجر المرتقب يوم الجمعة 21 مارس الجاري على أرضية المركب الرياضي الشرفي بوجدة محطة حاسمة في سباق التأهل، حيث سيشكل الانتصار فيها خطوة كبيرة نحو ضمان بطاقة العبور للمرحلة المقبلة.
وبعد أربعة أيام فقط، سيجد “أسود الأطلس” أنفسهم أمام تحدٍّ لا يقل صعوبة أمام تنزانيا في نفس الملعب، وهي مواجهة قد تُحدد بشكل كبير ملامح المجموعة النهائية.
في ظل هذه المعطيات، يدرك الركراكي جيدًا أن كل تفصيل صغير قد يصنع الفارق، ما يجعله مطالبًا بإيجاد البدائل المناسبة لسد الفراغ الذي تركه غياب الصحراوي، وضمان استمرار النسق التصاعدي الذي ميز أداء المنتخب في الفترة الأخيرة.
الأيام القادمة ستكون كفيلة بكشف خيارات الركراكي، فهل سيثق في خبرة أبو خلال، أم يمنح الفرصة لديكوب لإثبات نفسه؟ الأكيد أن عشاق “أسود الأطلس” ينتظرون بفارغ الصبر رؤية منتخبهم يواصل مسيرته المظفرة نحو مونديال 2026، مهما كانت التحديات التي تعترض طريقه.