أكد محمد الشيخ بيدالله، الوزير السابق ورئيس مجلس المستشارين سابقا، أن الدبلوماسية البرلمانية تفرض على فرق غرفتي المؤسسة التشريعية والأحزاب السياسية انتقاء الأطر الكُفأة للترافع عن القضايا الخارجية للمغرب، وعلى رأسها الصحراء المغربية، مشددا على أن الجزائر أضحت “معزولة ومهزوزة وحائرة” بمجلس الأمن.
وقال الشيخ بيدالله، في برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي بث مساء اليوم السبت على مختلف منصات جريدة “مدار21″، إن “الدبلوماسية البرلمانية دبلوماسيةٌ موازية وازنة جدا، وتكون فعّالة إذا تم اختيار من يقوم بها (بعناية)، لأنها تحتاج تحكما في اللغات؛ الفرنسية والإنجليزية والإسبانية وحتى الألمانية”.
وفي انتقاد مُبطّن لبعض البرلمانيين، أكد المتحدث أن “البرلماني يجب أن يكون عارفا بالدبلوماسية، لأنها تعني معرفة التاريخ والجغرافيا، وعلى الفرق البرلمانية والأحزاب السياسية أن تحسن اختيار الأطر التي يمكن أن تمثل المغرب خارج الوطن”.
وأضاف أن “الإطار البرلماني الذي لا يعرف تاريخ المغرب ولا الجغرافيا لا يمكن أن يمارس الدبلوماسية، لذلك لدينا دبلوماسيون كبار في الخارجية لأن لديهم إلمام بالتاريخ والجغرافيا؛ جغرافية المغرب والمنطقة والجهة وإفريقيا”، مردفا أن “هذه معرفة لا بد منها، وهي آلية العمل الدبلوماسي، وتبقى وسائل المحاججة يمكن أن تكون بالعربية لأن هناك ترجمة، لكن التحكم في أصول الدبلوماسية هي الأساس”.
وشدد بيدالله، الذي غادر رئاسة مجلس المستشارين في أكتوبر 2015، على الدور الفعّال للمؤسسة التشريعية المغربية على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، مبرزا أن “البرلمان المغربي له دور القاطرة في ما يتعلق بالعلاقات البرلمانية واللقاءات الجهوية والدولية، فالبرمان المغربي كان يرأس برلمان البحر الأبيض المتوسط، ولو أن هذه البرلمانات الجهوية لها دور مهم فقط من ناحية ترميم وتطعيم الرأي العام للسياسيين والنخب السياسية”.
وبخصوص قرار مجلس الأمن الأخير القاضي بتمديد ولاية بعثة “مينورسو” بالصحراء المغربية لسنة واحدة، وموقف الجزائر الآخذ في التآكل داخل الأمم المتحدة، أوضح بيدالله أن “هناك نقط دائمةٌ بنيويةٌ لا تتغير، وما يتغير هو نظرة الجيران لهذا الموضوع، وتعاملهم في هذه الجلسة كان تعامل شريك معزول ومهزوز وحائر، وممثل الجزائر هاجم أمريكا بصفة غريبة، وبالتالي هذه متغيرات”.
وتابع “ما لا يتغير أن الصحراء مغربية، والسكان الشرعيون هم الموجودون (الآن)، والتطور الذي حدث في الصحراء وتنميتها والبرامج الكبيرة التي أنجزت وتُنجز لا تتغير”.
ويرى ضيف برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي خص “مدار21” بحوار ماتع، أن المتغيرات التي يشهدها المشهد العام في ملف الصحراء المغربية أن “الرأي العام الدولي آخذ في الانفصال رويدا رويدا عن الأطروحة الجزائرية، بما فيها الدول الكبرى بمجلس الأمن، وتبقى فقط بعض الدول الصغيرة، وقد وصلنا الآن إلى أكثر من 100 دولة معترفة بالصحراء المغربية وبمبادرة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب سنة 2007”.
وعرّج الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة على الحل الوحيد المُمكن من خلاله إنهاء النزاع المُفتعل على الصحراء المغربية، وقال إن “الطرح المغربي كان معقولا وذكيا لأنه يحافظ على ماء وجه البوليساريو والجزائر والجيش الجزائري الذي خاض المعارك، لأن المعارك الأولى كانت معه، ويمكّن العائلات من لم شملها، ويمكن المغرب من البقاء في أرضه وتنميتها، وبالتالي هذا (الحل) الدائم والذي سيدوم ويبقى”.