تواصل المديرية العامة للأمن الوطني تطوير استراتيجياتها الأمنية لمواكبة التحديات المتزايدة، ومن بين أبرز هذه الاستراتيجيات تعزيز دور الشرطة السينوتقنية، التي تعتمد على الكلاب المدربة في مهام متعددة تشمل مكافحة الجريمة المنظمة، وتأمين الحدود، والتدخل في الحالات الطارئة.
وقد خصصت مجلة الشرطة في عددها الجديد لشهر دجنبر 2024 ملفًا خاصًا حول هذا الموضوع، تحت عنوان “الكلاب المدربة للشرطة: وفاء ونجاعة في العمل الأمني”.
الملف يبرز الأدوار الحيوية التي تقوم بها هذه الكلاب في مختلف العمليات الأمنية. فهي تُستخدم في الكشف عن المخدرات والمتفجرات، وتتبع المجرمين، وتأمين المطارات والموانئ، والمساهمة في عمليات الإنقاذ خلال الكوارث الطبيعية. كما يتم اللجوء إليها في تأمين التظاهرات الكبرى والتجمعات الجماهيرية، وهو ما يكتسي أهمية خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030 الذي سيستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
في سياق تطوير هذا التخصص الأمني، قامت المديرية العامة للأمن الوطني بإعادة هيكلة وحدات الشرطة السينوتقنية من خلال إحداث قسم مركزي تابع لمديرية الشرطة القضائية منذ سنة 2016. كما تم تعزيز التكوين عبر المركز الوطني لترويض الكلاب المدربة، مع توسيع مجالات استخدام هذه الفرق لتشمل مجالات أكثر تعقيدًا مثل الكشف عن العملات المزيفة والتنقيب عن الجثث.
العدد الجديد من مجلة الشرطة لم يكتفِ بتسليط الضوء على هذا الموضوع، بل تناول ملفات أخرى مهمة، من بينها الحصيلة السنوية للأمن الوطني لسنة 2024، والتي أظهرت تحسنًا في معدلات الزجر وتراجعًا في نسبة الجرائم العنيفة. كما تطرق إلى تطور خدمات بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية CNIE 2.0، والدور المتزايد للتعاون الأمني الدولي، إضافة إلى استراتيجيات التواصل الأمني لتعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسة الشرطية.
تكشف هذه المواضيع عن التحولات التي يشهدها الأمن الوطني في المغرب، والتي تهدف إلى اعتماد أدوات وتقنيات حديثة لتعزيز الفعالية الأمنية. وفي هذا السياق، يبدو أن الشرطة السينوتقنية أصبحت اليوم ركيزة أساسية في المنظومة الأمنية، وهو ما يعكس التوجه نحو نموذج أمني أكثر تطورًا واستباقية.
