الإثنين, يناير 6, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالسيارات في المغرب.. من التجميع إلى ريادة الصناعة في إفريقيا

السيارات في المغرب.. من التجميع إلى ريادة الصناعة في إفريقيا



سلطت صحيفة “الشرق” المتخصصة في الشان الاقتصادي الضوء على الصعود الذي وصفته بـ”السريع” لصناعة السيارات إلى المرتبة الأولى في السنوات الأخيرة بعد أن ظل قطاع الفوسفاط الذي يحوز المغرب 70% من احتياطاته العالمية، لسنوات طويلة القطاع التصديري الأول في المملكة.

وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة، فقد أصبح قطاع السيارات علامة فارقة في الاقتصاد المغربي، حيث انتقل من عمليات التجميع البسيطة إلى التصنيع المعقد، لتصبح المملكة في المرتبة الأولى بهذه الصناعة أفريقياً، بفضل منظومة متطورة يقودهما مصنعان كبيران أحدهما الأكبر قارياً. وتستهدف البلاد وصول حجم صادراتها من المركبات إلى 20 مليار دولار العام المقبل.

وتضم منظومة صناعة السيارات شركتان كبيرتان، “رينو” و”ستيلانتيس”، حيث تصل نسبة المكوّن المحلّي في إنتاج السيارات حالياً إلى أكثر من 65%، ويعمل بها أكثر من 260 شركة مغذية للقطاع تُشغّل ما يناهز 230 ألف عامل، وتبلغ القدرة الحالية 700 ألف سيارة، على أن ترتفع إلى مليون خلال العام الجديد.

وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن بدايات صناعة السيارات في المغرب تعود إلى عام 1959 حين تم تأسيس “الشركة المغربية لصناعة السيارات”، المعروفة اختصاراً بـ”صوماكا” (SOMACA)، بمدينة الدار البيضاء بمبادرة من الحكومة مع دعم تقني إيطالي وفرنسي، وكان نشاط الشركة يتمثل في تجميع طرُز “فيات” و”سيمكا”.

وكانت الدولة المغربية تملك 38% من رأسمال الشركة، في حين كانت “فيات” و”سيمكا” تحوزان حصة تناهز 20% لكل واحدة. بعد سنوات بدأت الحكومة التخارج منها لصالح شركة “رينو” الفرنسية إلى أن أصبحت مالكةً لها بالكامل لتشرع في تجميع طرُزها بدءاً من 2005 في عهد كارلوس غصن الذي كان حينها رئيساً تنفيذياً للمصنعة الفرنسية، لتصل إلى مرحلة تشييد أكبر مصنع لها في القارة بمدينة طنجة شمال البلاد، على بعد 14 كيلومتراً من أوروبا، أكبر سوق لصادرات المملكة.

ونقلت “الشرق” عن محمد بشيري، المدير العام لمجموعة “رينو المغرب” قوله: “يعتبر المغرب وجهةً مهمة للمستثمرين ذوي القيمة المضافة والاستثمارات الاستراتيجية بعيدة الأجل، بفضل استقراره السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي كبوابة لأفريقيا وأوروبا. كما تتمتع البلاد بيد عاملة مؤهلة وبنية تحتية حديثة في تطور مستمر”.

وشهد عام 2015 دخول لاعب جديد إلى حلبة صناعة السيارات، حين وقعت شركة “ستيلانتيس” الأوروبية، المعروفة سابقاً باسم (PSA)، اتفاقاً مع الحكومة لبناء مصنع لها في مدينة القنيطرة باستثمار ناهز 500 مليون يورو، والذي تبلغ قدرته الإنتاجية حالياً 200 ألف سيارة في السنة، وضخت الشركة في السنوات الأخيرة 300 مليون دولار لمضاعفة هذه القدرة.

وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قدأكد في وقت سابق على أن الصناعة الوطنية بالمغرب تضاعفت في عهد الملك السادس، مشيرا إلى أن المملكة استطاعت خلال سنة 2023 تصنيع أزيد من 570 ألف سيارة، وهو ما يمثل صناعة سيارة في كل دقيقة.

وأوضح أخنوش أن المغرب أصبح أول منتج للسيارات السياحية على صعيد القارة الإفريقية، والمصدر الأول للسيارات الحرارية إلى الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن المملكة ضاعفت صادراتنا من السيارات بين 2021 و2024.

جاء ذلك في كلمة لأخنوش خلال ترأسه أشغال الدورة الثانية لليوم الوطني للصناعة، المنظمة بمدينة بن جرير تحت رعاية الملك محمد السادس، أكتوبر الماضي، بمبادرة من وزارة الصناعة والتجارة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، تحت شعار “تدشين عهد صناعي جديد تحكمه السيادة، رؤية ملكية في خدمة المواطن والأقاليم”.

ويرى هنري لويس فيدي، زميل أول في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد ومقره العاصمة الرباط، في حديث لـ”الشرق”، أن الشركات المصنعة للسيارات في المغرب استفادت على مر الزمن من عوامل مساعدة عدة، تتمثل في بنيات تحتية برية وموانئ وسكك حديدية ممتازة.

في نهاية نونبر، بلغت صادرات صناعة السيارات 145.9 مليار درهم (14.4 مليار دولار)، بارتفاع 6.7% على أساس سنوي. ويُتوقع أن تسجل العام الجديد 187 مليار درهم، على أن تتجاوز سقف 200 مليار درهم في 2026، بحسب توقعات بنك المغرب المركزي.

كما يُتوقع أن تتضاعف صادرات صناعة السيارات في المغرب 6 مرات لتصل إلى 90 مليار دولار سنوياً خلال السنوات الأربع المقبلة مع إدماج منظومة بطاريات المركبات الكهربائية بصناعة السيارات التقليدية وقطع غيارها، بحسب رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، في تصريح سابق.

تشمل البنية التحتية المحفزة للاستثمارات في هذه الصناعة أيضاً مئات المناطق الصناعية وموانئ التصدير وتوفر الطاقة النظيفة، إلى جانب الحوافز الضريبية للمستثمرين.

ويعد المغرب حالياً منصة صناعية رئيسية لمجموعة “رينو” على المستوى الدولي، ويمثل إنتاج مَصنعيها أكثر من 17% من مبيعات المجموعة في جميع أنحاء العالم في 2023، بحسب محمد بشيري، وتبلغ قدرتهما الإنتاجية حالياً 500 ألف سيارة سنوياً.

وقالت الصحيفة إن تقدم القطاع في المغرب يعزى إلى تطوير البنية التحتية التي ساهمت في تهيئة بيئة مشجعة للاستثمار، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي للمغرب الذي يتيح قرباً استراتيجياً من الأسواق الأوروبية. مشيرة إلى تصنيع طراز “داسيا سانديرو” فيمصنع “رونو” بمدينة طنجة، وهي السيارة الأكثر مبيعاً للأفراد في أوروبا منذ 2017.

وتحقق الشركة الفرنسية نسبة اندماج محلي بلغت 65.5% وأكثر من مليارَي دولار مشتريات للأجزاء من شركات محلية عام 2023، ويتوقع أن ترتفع إلى 3 مليارات يورو بنهاية العقد. نوه بشيري أن “إطلاق مشاريع جديدة في مصانع رينو سيدعم دمج تقنيات مبتكرة مثل السيارات الكهربائية والهجينة التي ستجذب موردين جدد، وتصنيع نماذج سيارات جديدة في المستقبل”.

ويرجع فيدي نجاح المغرب في احتلال المرتبة الأولى في صناعة السيارات أفريقياً إلى النجاح الذي حققه ميناء طنجة المتوسط، وموقعه الإستراتيجي على ثاني طريق بحري في العالم، على بعد 14 كيلومتراً من إسبانيا، بحسب ما أفادت به “الشرق”.

كما يرى فيدي أن “جودة رأس المال البشري المغربي أيضاً عامل مهم”، وذكر بأن “الرئيس السابق لشركة رينو الفرنسية كارلوس غصن كان يشير إلى هذا الأمر باستمرار، إضافة إلى تكاليف الأجور المنخفضة والمفيدة جداً في المغرب، مقارنة بتكاليف الأجور الأوروبية على سبيل المثال”.

 



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات