رحم الله السي محمد بن سعيد أيت إيدر، زعيم منظمة 23 مارس الماركسية اللينينية ثم منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، الذي كان منفيا هاربا في فرنسا بعد أن تم الحكم عليه بالإعدام، لكن عندما علم أن النظام الجزائري يبيت أمرا خطيرا للمغرب استيقظت فيه روح الوطنية، التي لا يمكن أن يمحوها خلافك مع النظام، وكان ذلك سنة 1979، واتصل بشكل عاجل بأحد أصدقائه، الذي لم يكن سياسيا وكان مقربا من الراحل أحمد رضى كديرة مستشار المغفور له الملك الحسن الثاني، طالبا منه اللحاق به على عجل إلى باريس.
يحكي المصدر الذي عايش هذه القصة أن بنسعيد أمر صديقه بالعودة من المطار، حيث التقاه وطلب منه تدبير أمر العودة العاجلة ليبلغ من يعنيه الأمر بما حصل عليه من معطيات من رفاقه الجزائريين.
رجل منفي عن بلاده ومحكوم بالإعدام لكن لا يمكن أن يكون ضد بلاده.
عبد الرحيم بوعبيد، القائد الاتحادي الكبير، وفي عز معارضته للنظام، لم يكن ملتبسا في قضية الصحراء، وعارض الاستفتاء، وفي سبيل ذلك دخل السجن رفقة محمد لحبابي ومحمد اليازغي أطال الله عمره، وخرج من السجن، لا ليرتاح ولكن ليجوب أوروبا ويوضح وجهة النظر الوحدوية لرفاقه في الأممية الاشتراكية.
معارض خارج من السجن لكن لا مساومة في الوطن.
في مغرب الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يمكن أن يزايد عليه أحد، بدليل أن رأيا مخالفا للإجماع الوطني وخروجا عن الوطنية، لم تتم مناقشته سوى في مواقع التواصل الاجتماعي وإعلام الخصوم، وهذا ما كان يبحث عنه عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذي يبحث عن “البوز” على طريق “مي نعيمة”، والفرق بين الاثنين هو أنه يمارس السياسة وهي امرأة تعاني من الهشاشة العلمية.
موقف غالي من قضية الصحراء المغربية سياسي ولا علاقة له بحقوق الإنسان، وقد كرر أنه موقف الجمعية التي يترأسها.
عزيز غالي، الذي فاجأ الجميع عندما ترأس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أول مرة لأنه لوقت قريب كان يبحث عن انتماء سياسي كيفما كان إلى درجة أنه طرق باب الإسلاميين، عزيز غالي هذا ينسى أن هذه البلاد التي توفر لك حرية التعبير هي البلاد الموحدة المحافظة على وحدتها الترابية، حيث يمكن التسامح في كل شيء إلا في شبر من الأرض.
يمكن أن تكون معارضا بمستوى من المستويات، لكن لا يمكن أن تكون ضد بلادك.
حرية التعبير ومحاولة الظهور بلوك الحقوقي لا يعني بتاتا تبني مفردات خصوم وحدتنا الترابية، في وقت تشهد فيه القضية دينامية جديدة تحتاج إلى تضافر الجهود قصد السير بها في طريق تحقيق نتائج لفائدة بلادنا نحن المغاربة جميعا مهما كانت انتماءاتنا.
ونحن في هذه الصحيفة انتقدنا الإسلاميين ودافعنا عن حقهم في الوجود السياسي، وانتقدنا اليسار الجدري لكن دافعنا عن حقه في الوجود السياسي، وندافع عن حق غالي في الوجود السياسي، لكن نقول له إنك وقعت في سقوط فيزيائي حر احذر أن تتكسر أردافك وأنت تبيع وطنك بحثا عن “البوز” ولن يستفيد من خرجاتك سوى خصوم وحدتنا الترابية، الذي آلمهم التقدم الذي يعرفه ملف الصحراء المغربية بعد توالي الاعترافات بصوابية الحكم الذاتي.
ما يجهله عزيز غالي أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، لم يعد بالنسبة للمغاربة مجرد وجهة نظر ولكن حلٌّ يدافعون عنه وهو خيار وجودي وليس مجرد قضية نتبناها ويمكن أن نتخلى عنها لأن سقف ما يمكن أن يقدمه المغاربة هو الحكم الذاتي وأي مزايدة خارج ما ارتضاه المغاربة هي نعيق بوم لا يعرف معنى أن تكون وطنيا حتى ولو كنت معارضا.
The post السقوط الحر لـ”عزيز غالي” appeared first on أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية.