فقدت الساحة الفنية خلال الساعات الأولى من يومه الثلاثاء، أحد أهراماتها بوفاة الممثل مصطفى الزعري بعد صراع طويل مع المرض.
وعانى مصطفى قيد حياته، من الداء الخبيث الذي ألم به وأدخله المستشفى منذ عدة أشهر، بعد تدهور حالته الصحية، حيث كان يخضع لحصص العلاج الكيميائي منذ التأكد من إصابته بسرطان البروستات.
وواكبت وزارة الثقافة الحالة الصحية للزعري، عن طريق المكتب المغربي لحقوق المؤلف، حيث سبق أن تدخلت لنقله إلى المستشفى العسكري، كما قدمت له عدة مساعدات مباشرة بعد تداول أخبار وفيديوهات توثق تدهور وضعه الصحي.
يشار إلى أن مصطفى الزعري، يحظى على شعبية كبيرة عند المغاربة، بفضل تألقه في عدة إنتاجات فنية آخرها مسلسل “رحلة العمر” الذي يعرض على القناة الأولى، وهو العمل الذي جسد بطولته رفقة كل من فضيلة بنموسى وطارق البخاري، وراوية.
مسار الراحل
من مواليد 5 نوفمبر 1945 بمدينة الدار البيضاء، شارك في عدة أعمال سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح.
نشأ وترعرع في درب السلطان، بين درب اليهودي ودرب كلوطي
التحق بفرقة الأخوة، التي كان يرأسها الفنان عبد العظيم الشناوي، وبعدها بالمعهد البلدي ليتعلم على يد الطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج
ثم بعدها بفرقة البدوي، فدخل عالم التمثيل من باب الممارسة وليس من باب التكوين، وبالضبط في سنة 1963 خلال المخيمات الصيفية، بأزرو وإفران وعين اللوح، حيث كان الزعري مربيا ومدربا في الشبيبة والرياضة بحكم كونه سبق وأن كان أستاذا وقدم استقالته من الميدان لأنه لم يجد ذاته فيه، فاستطاع أن يجعل من موهبته في السخرية والدعابة قنطرته نحو الشهرة.
كوّن مع الراحل مصطفى الداسوكين ثنائيا ساخرا سطع نجمه خلال الثمانينيات، قبل أن تفرق بينهما سبل الحياة والفن
كانت انطلاقته بمسرحية «النواقسية» مع الأستاذ عبد القادر البدوي، وهو أول عمل جمع الثنائي الزعري والداسوكين في المسرح، وقُدِّم مباشرة على شاشة التلفزة المغربية في 17 أكتوبر 1967.
تنقل بعد ذلك بخفة بين الخشبة والتلفزيون والسينما ومن مسرحية «النواقسية» بدأت انطلاقته الفنية
وتوالت الأعمال ب«بنت الحراز»، «حلوف كرموس»، «العائلة المثقفة»، و«دابا تجي دابا»، وفي التلفزيون
شارك في أعمال كثيرة، منها «ستة من ستين»، و«بيوت من نار» و«سعدي ببناتي».