الرياضة المغربية بنون النسوة.. بطلات بزغ نجمهن في سماء الرياضة

في سماء الرياضة، حيث تتلألأ النجوم بوهجها، تبرز أسماء نسائية حملت راية العز والإصرار، وكتبت بحروف من ذهب تاريخًا مشرفًا للرياضة المغربية.

من ملاعب ألعاب القوى إلى ميدان الفنون القتالية، ومن ملاعب كرة القدم إلى منصات التتويج العالمية، هؤلاء النساء لم يرفعن علم المغرب فحسب، بل كنّ مصدر إلهام لكل فتاة تحلم بأن تكون بطلة.

لبؤات الأطلس والإنجاز التاريخي

كان المنتخب الوطني الأول للسيدات قد شارك، لأول مرة في تاريخه، في نهائيات كأس العالم، التي نظمت من 20 يوليوز إلى 20 غشت 2023، بشكل مشترك في أستراليا ونيوزيلندا.

حيث احتل، بصفته أول منتخب شمال إفريقي يشارك في المونديال، المركز الثاني في مجموعته، متفوقًا على كل من ألمانيا وكوريا، ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي رفقة كولومبيا، قبل أن يغادر المنافسة بهزيمته ضد فرنسا (0-4)، بعدما بصم على مشاركة رائعة ستظل محفورة في سجلات كرة القدم الوطنية.

وارتقى المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم إلى المركز 60 في تصنيف الفيفا الشهري الجديد، برصيد 1427.72 نقطة، متقدمًا بمركز واحد عن تصنيفه السابق. وبذلك، حافظ على مركزه الثالث في إفريقيا بعد نيجيريا وجنوب إفريقيا، بينما ظل الأول عربياً متفوقًا على الجزائر وتونس.

لمياء بومهدي: مدربة بلمسة ذهبية

في أواخر عام 2023، أعلن نادي “تي بي مازيمبي” الكونغولي تعاقده مع المدربة المغربية لمياء بومهدي، التي قادت الفريق النسوي إلى تحقيق أول لقب قاري في تاريخ النادي.

بومهدي، التي تحولت إلى التدريب بعد مسيرة لاعبة ناجحة مع المنتخب المغربي، فازت بجائزة أفضل مدربة في إفريقيا لعام 2024. مسيرتها التدريبية، التي بدأت مع الوداد الرياضي ومنتخبات المغرب للشباب، تُعتبر مثالًا للإصرار والتفوق.

خديجة المرضي: بطلة العالم في الملاكمة

دخلت خديجة المرضي التاريخ كأول بطلة إفريقية وعربية تحقق إنجازًا عالميًا في الملاكمة النسوية. بعد حصولها على الميدالية الفضية في بطولة العالم بتركيا عام 2018، توجت بذهبية وزن أقل من 75 كيلوغرامًا في الألعاب الإفريقية بالمغرب عام 2019.

وفي العام نفسه، أحرزت برونزية بطولة العالم، لتثبت أنها واحدة من أبرز الأسماء في عالم الملاكمة. ورغم خيبة الأمل في بلوغ نصف نهائي أولمبياد باريس 2024، تظل خديجة رمزًا للإصرار والتفوق.

بشرى كربوبي: حكمة بلمسة عالمية

في ماي 2022، دخلت بشرى كربوبي التاريخ كأول حكمة مغربية تقود نهائي كأس العرش، وقبل ذلك، كانت أول امرأة تدير مباراة في الدوري المغربي عام 2020.

كربوبي، التي تعمل شرطية في مكناس، حصلت على الشارة الدولية من الفيفا، وتم اختيارها ضمن أفضل 10 حكمات في العالم عام 2024. مشاركتها في كأس العالم للسيدات بأستراليا ونيوزيلندا جعلتها رمزًا للتميز في مجال التحكيم.

بشرى حجيج: قائدة الكرة الطائرة الإفريقية

في نونبر 2022، أعيد انتخاب بشرى حجيج بالإجماع رئيسة للكونفدرالية الإفريقية للكرة الطائرة، لتصبح أول مغربية تتولى هذا المنصب. قبل ذلك، شغلت منصب نائبة رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، وقادت الاتحاد المغربي للعبة. مسيرتها، التي بدأت كلاعبة ثم مدربة وقائدة، تُعتبر مثالًا للتفاني والقيادة.

الجرايدي: لبؤة تزأر في الملاعب السعودية

تواصل نجمة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم سيدات، ابتسام الجرايدي، تألقها في الدوري السعودي الممتاز، رفقة سيدات الأهلي، حيث سبق وتوجت الجرايدي بلقب هدافة كأس الاتحاد السعودي، وذلك بعد أن قادت فريقها للتتويج بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه.

كما أصبحت الجرايدي أول امرأة تسجل هدفا على ملعب المملكة أرينا، والذي استضاف أول مباراة نسائية منذ تأسيسه في 2023.

ويشار إلى أن الجرايدي كانت قد حصلت على جائزة هدافة الدوري السعودي للسيدات لموسم 2023/2024، بعد موسم مميز مع الأهلي، سجلت خلاله 17 هدفًا، لتصبح بذلك أول لاعبة تجمع بين جائزة هدافة الدوري السعودي وكأس الدوري السعودي في موسم واحد.

يذكر أن الجرايدي انتقلت إلى صفوف الأهلي السعودي في الانتقالات الشتوية لعام 2023، قادمة من فريق الجيش الملكي.

سميرة بناني: سيدة سباقات السيارات

سميرة بناني هي أول امرأة مغربية وعربية تدخل عالم سباقات السيارات، حيث حصلت على ألقاب وطنية ودولية، منها مشاركتها في رالي باريس-داكار. بقيادتها النسوية الفريدة، كسرت سميرة الحواجز في رياضة كانت حكرًا على الرجال، لتصبح رمزًا للإرادة والتحدي.

نوال المتوكل: أيقونة الرياضة المغربية

في الثامن من غشت 1984، كتبت نوال المتوكل اسمها بأحرف من نور بعد فوزها بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس، لتصبح أول عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز التاريخي.

هذا الفوز دفع العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني إلى تسمية كل مولود في ذلك اليوم باسم “نوال”. وبعد اعتزالها، شغلت المتوكل مناصب قيادية، منها وزيرة الشباب والرياضة، ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، لتظل أيقونة للرياضة المغربية والعربية.

نزهة بدوان: عداءة حواجز بلمسة ذهبية

تعد نزهة بدوان من الرياضيات المغربيات اللواتي سجلن اسمهن في ذاكرة المغاربة بأحرف من ذهب. فقد بدأت مسيرتها في الجمباز قبل أن تتحول إلى ألعاب القوى.

في عام 1986، فازت بأول ميدالية ذهبية في سباق 100 متر حواجز، ثم توجت بلقب بطلة إفريقيا عام 1990 في سباق 400 متر حواجز. وفي عام 2001، أحرزت الذهبية في بطولة العالم للألعاب القوى بكندا، لتثبت أنها واحدة من أبرز العداءات في تاريخ المغرب.

هؤلاء النساء، بكل ما حققن من إنجازات، لم يكتبن تاريخًا للرياضة المغربية فحسب، بل كنّ شعلة إلهام للأجيال القادمة، ليُثبتن أن المرأة قادرة على صنع المستحيل، ورفع راية الوطن في كل المحافل الدولية.