قررت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، تجميد منح وتجديد الرخص الفردية المتعلقة بحراسة السيارات والدراجات والعربات في الفضاءات العامة.
ووفق مذكرة رقم 13143 تتوفر جريدة “le12.ma” على نسخة منها، فقد طالبت رئيسة المجلس، نبيلة الرميلي، من رؤساء مجالس المقاطعات بعدم منح أو تجديد الرخص الفردية المتعلقة بحراسة السيارات والدراجات والعربات.
ويتزامن هذا القرار الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ 31 دجنبر 2024، مع افتتاح مرآب “مثلث الفنادق” الجديد، الذي يتسع لـ551 سيارة، ليشكل إضافة مهمة للبنية التحتية الخاصة بركن السيارات في العاصمة الاقتصادية.
ومن المنتظر أن تلاقي هذه المبادرة التي اتخذتها عمدة العاصمة الاقتصادية، استحسان العديد من المواطنين، الذين يعانون من الفوضى في شوارع وأزقة المدينة.
وكانت جماعة الدار البيضاء قد اعتمدت نظام حديث لتدبير مواقف السيارات، بتوفير بطاقات اشتراك شهرية تمكن المواطنين من استخدام الأماكن المزودة بعدادات وقوف السيارات، وذلك في إطار الاستعدادات للتظاهرات الكبرى التي ستحتضنها المدينة مستقبلا.
ويتداول عدد من رواد فايسبوك، منشورات ومقاطع فيديو يدعون من خلالها إلى التدخل السلطات للحد من تجاوزات أصحاب “الجيليات الصفراء”.
واستنكر العديد منهم، فرض “بارد_لكتاف”، بالقوة على المواطنين أداء مقابل ركن سيارتهم في الازقة والشوارع العمومية، أمام حملات موسمية للسلطات لم تحد من الظاهرة.
في الدار البيضاء، كما في العديد من المدن المغربية، تثير السلوكات الطائشة لحراس السيارات “المزيفين” استياء عارما في صفوف السائقين وأصحاب المركبات، الذين ما فتئوا يبدون امتعاضهم من تصرفات رعناء تؤدي احيانا إلى وقوع مشاجرات غير محسوبة العواقب.
وتنامت وتيرة غضب المواطنين من التصرفات غير اللبقة لأصحاب “الجيلي الصفر” ينتشرون كالفطر في كافة شوارع العاصمة الاقتصادية، دون حصولهم على أي ترخيص قانوني لمزاولة هذا النشاط، فقط يرتدون سترات صفراء، لإيهام السائقين وتنصيب أنفسهم “مراقبين فوق العادة”.
يحتلون واجهات الشوارع الكبرى للمدينة لفرض أنفسهم عنوة حراسا بهدف در مكاسب مالية غير مشروعة، وأحيانا يعمدون إلى مطالبة السائقين وأصحاب السيارات بأداء واجب الوقوف، دون سند قانوني، ضاربين عرض الحائط المقتضيات القانونية التي تؤطر تدبير الملك العام.
وحين يمتنع السائقون عن أداء “أتاوات” غير مستحقة، يتطور الأمر إلى حدوث ملاسنات تخرج في أحيان كثيرة عن وازع اللباقة، وهو ما دفع فئة كبيرة من مالكي وسائقي السيارات بالدار البيضاء إلى التعبئة، منددين بمظاهر الفوضى العارمة التي أصبحت سائدة في كل شوارع الحاضرة الاقتصادية، جراء ممارسات غير قانونية وخادشة برمزية المدينة.
هذا الوضع القاتم، أدى إلى إطلاق حملة منددة واسعة النطاق على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب سلسلة من “الهاشتاغات” تحمل شعار (لا للسترات الصفراء، وشمروا عن سواعدكم)، ومن خلالها عبر العديد من البيضاويين عن استيائهم من الفوضى العارمة التي تعم مواقف السيارات ومن الاستغلال غير القانوني للملك العام.
وتكشف العديد من الشهادات الصادمة أحيانا عن معاناة الكثير من الضحايا من سائقي السيارات، ومحنتهم الحقيقية التي تصاحبهم بشكل يومي أساسا جراء ارتفاع أسعار مواقف السيارات فضلا عن السلوك “العدواني” وغير المقبول لهؤلاء الحراس المزيفين عديمي الضمير.
يحددون أسعار الوقوف بناء على رغبات وأهواء جشعة، وسعر الركن بالنسبة لهم لا يخضع لأي وازع فقط لمنطق القوة والتهديد، حينما يمتنع سائقو السيارات عن الأداء والوقوع في شرك الابتزاز.