الإثنين, يناير 6, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالدار البيضاء تُجدد تراثها.. هل ينجح مشروع سوق باب مراكش في كسب...

الدار البيضاء تُجدد تراثها.. هل ينجح مشروع سوق باب مراكش في كسب الرهان؟


في خطوة جريئة تحمل بين طياتها مزيجاً من الحماس والجدل، شرعت جماعة الدار البيضاء في إطلاق مشروع طموح لإعادة تأهيل سوق باب مراكش التاريخي.

المشروع ليس مجرد تحديث للبنية التحتية؛ بل هو محاولة جريئة لدمج أصالة الماضي بعصرية الحاضر، في مشهدٍ يجمع بين صخب التاريخ وإيقاع التغيير، ليعيد إحياء أحد أبرز معالم المدينة العتيقة ويحوله إلى وجهة نابضة بالحياة تجمع بين السحر القديم وروح الحداثة.

هذا السوق، الذي يُعد من أبرز معالم الدار البيضاء، سيشهد تحولاً جذرياً يتضمن تجهيزات حديثة تشمل ثلاجات لبائعي السمك، أماكن مخصصة للشحن والتفريغ، وساحة أمامية مخصصة للتنزه، مما يجعله وجهة مثالية لسكان المدينة وزوارها.

ومع ذلك، لم تخلُ هذه الخطوة من الجدل، حيث عبر عدد من التجار عن استيائهم من القرار، مطالبين بإنصافهم وضمان نقلهم إلى مكان مجهز يتيح لهم مواصلة نشاطهم التجاري دون انقطاع.

ويأتي ذلك وسط تأكيدات، بأن السوق المؤقت، الذي سيتم إنشاؤه في زنقة بوكراع بمقاطعة سيدي بليوط، سيحتوي على 187 وحدة تجارية مجهزة بالكامل لتلبية احتياجات التجار خلال فترة تنفيذ المشروع.

المشروع، الذي صادق عليه مجلس جماعة الدار البيضاء في ماي 2024، يُعد ثمرة شراكة بين عدة جهات محلية، بما في ذلك ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، ومجلس العمالة، وشركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للتهيئة”.

وتبلغ تكلفة المشروع الإجمالية حوالي 80 مليون درهم، حيث يساهم مجلس الجهة بمبلغ 20 مليون درهم، بينما يسهم كل من مجلس الجماعة ومجلس العمالة بـ30 مليون درهم لكل منهما.

ويشمل تصميم السوق الجديد بناء طابق تحت أرضي يتسع لـ160 سيارة، إلى جانب 217 متجراً و48 كشكاً تجارياً، مما يعكس رؤية حديثة تهدف إلى تحسين بيئة العمل وتجربة التسوق.

وبحسب بعض التجار، فإن المشروع يمثل فرصة لتطوير السوق مع الحفاظ على طابعه التاريخي الذي يعكس جزءاً من هوية الدار البيضاء الثقافية.

ومع ذلك، تبقى هناك تساؤلات حول كيفية معالجة التحديات التي قد تواجه التجار خلال فترة الأشغال التي تمتد على مدار عامين.

السوق المؤقت، الذي سيقام على مساحة 3600 متر مربع، سيكون مزوداً بمرافق صحية ووحدات تقنية، إلا أن صغر حجم الوحدات التجارية البالغ 7 أمتار مربعة قد يثير قلق البعض بشأن كفاية المساحة لتلبية احتياجاتهم.

في ظل استعدادات الدار البيضاء لاستضافة مونديال 2030، يحظى مشروع سوق باب مراكش بأهمية استراتيجية كونه يعكس طموح المدينة لتحديث مرافقها وتحسين جودة الحياة لسكانها وزوارها.

ورغم التحديات المرتبطة بتنفيذ المشروع، يبقى الهدف النهائي هو تقديم سوق حديث يلبي تطلعات الجميع ويعزز مكانة الدار البيضاء كواحدة من أبرز المدن العالمية التي تجمع بين الحداثة والتاريخ في تناغم فريد.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات