حجز الجيش الملكي رسميا بطاقة التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، منهيا غيابا دام 37 عاما عن الأدوار النهائية لأعرق المسابقات القارية على مستوى الأندية، في حين حافظ الرجاء على أمل ضئيل في مرافقته إلى الجولة الأخيرة.
واقتنص الرجاء نقطة من المباراة التي جمعته مساء اليوم السبت بالجيش الملكي (1-1) لحساب الجولة الخامسة من دور مجموعات “شامبيونزليغ” الإفريقية بالملعب الشرفي بمكناس.
وعزز الجيش الملكي بهذا التعادل صدارته للمجموعة الثانية بـ9 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن وصيفه، ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، بينما رفع “النسور” رصيدهم إلى 5 نقاط، في حين يقبع مانيما بالمركز الأخير بثلاث نقاط.
وكسر “العساكر” النحس الذي لازمهم في دوري الأبطال الأفارقة لقرابة أربعة عقود، إذ يعود آخر ظهور لهم في ربع نهائي المسابقة إلى 1988 بالنظام القديم، علما أن الفريق خسر في نصف النهائي هذه النسخة بضربات الحظ أمام هيرتلاند النيجيري.
في المقابل، ينتظر الرجاء هدية من الجيش الملكي في الجولة الأخيرة، عندما يرحل الرباطيون لمواجهة صن داونز ببريتوريا، إذ يتأهل زملاء أنس الزنيتي في حالة واحدة هي خسارة صن داونز وفوز الخضر على ضيفهم مانيما في الجولة الختامية بحصة كبيرة.
وانطلقت المباراة بلا تحفظات دفاعية من الفريقين، مع أفضلية لـ”النسور” في احتكار الكرة في وسط الملعب، في وقت اعتمد “العساكر” على دفاع متقدم لإبقاء الخطر بعيدا عن مرمى أيوب الخياطي.
وخلطت الإصابة أوراق مدرب الجيش، هوبير فيلود، مبكرا بعد اضطراره لإجراء أول تغيير بإشراك الموريتاني الحسن حويبيب مكان حاتم الصوابي، الذي غادر الملعب متأثرا بالإصابة.
وتبادل الفريقان الأدوار في بناء الهجمات، لكن دون أي حلول أو خطورة على المرميين حتى الدقيقة الـ19 عندما احتسب الحكم المصري، محمد معروف، لمسة يد ضد مدافع الضيوف، يوسف بلعامري، على مشارف منطقة الجزاء، سددها أمين زحزوح قوية ومرت قريبة من العارضة.
وسرعان ما أمسك “الزعيم” بزمام المبادرة، مدفوعا بحماسة جماهيره التي ملأت مدرجات الملعب، وكاد زحزوح أن يباغت دفاع “النسور” بتسديدة من خارج منطقة الجزاء صدها أنس الزنيتي بسهولة في الدقيقة الـ26.
بعد دقيقتين، أهدر مهاجم الجيش توميسونغ أوريبونيي هدفا محققا من انفراد أجهضت خبرة أنس الزنيتي خطورته بتصدٍّ رائع.
وأهدى محمد بولكسوت كرة قريبة من منطقة جزاء الرجاء لخالد آيت أورخان، الذي لم يحسن التعامل معها وسدد بعيدا عن المرمى في الدقيقة الـ39.
وتواصل ضغط الجيش الملكي حتى جاء هدف التقدم في الدقيقة الـ40 من ركنية نفذها أمين زحزوح وحول مسارها بلعامري نحو الزنيتي، الأخير حاول إبعادها فأسكنها خطأ في شباكه (1-0).
وغابت ردة فعل الرجاء واكتفى بالتراجع للخلف مخافة استقبال هدف ثانٍ يقضي على آماله في العودة في نتيجة المباراة خلال شوط المدربَيْن.
واستهل “الخُضر” الشوط الثاني باندفاع هجومي كان متوقعا من الكتيبة العسكرية، التي أغلقت كل المنافذ لامتصاص حماس زملاء نوفل الزرهوني.
وخفّض الجيش الملكي إيقاع المباراة بالاحتكار السلبي للكرة في نصف ملعبه، سيما في ظل سيطرته على وسط الملعب، الأمر الذي فطن إليه المدرب حفيظ عبد الصادق، فأشرك الموريتاني محسن بودا وأيوب المعموري مكان يونس نجاري وفيديريكو بيكورو في الدقيقة الـ60.
ونجح البديل المعموري في اصطياد ضربة جزاء في الدقيقة الـ75 إثر عرقلته من مدافع الجيش حويبيب، انبرى لها نوفل الزرهوني بنجاح (1-1).
مباشرة بعد الهدف، سارع مدرب الفريق العاصمي إلى ضخ دماء جديدة في خطه الأمامي، فأخرج توميسونغ، الذي ظل معزولا طيلة الدقائق التي خاضها، وأشرك أحمد حمودان.
وأدخل التعادل لاعبي الرجاء في أجواء المباراة، فكاد آدم النفاتي في هز الشباك من تسديدة قوية في الدقيقة الـ80 تصدى لها الخياطي بصعوبة.
وسجل الرجاء هدفا في الدقيقة الـ83 ألغاه حكم الشرط المساعد بداعي خطأ ضد محمد زريدة على حارس العساكر.
المد الهجومي الأخضر دفع مدرب الجيش إلى إعادة ترتيب أوراقه الدفاعية بإخراج المهاجم أمين زحزوح وإشراك أكرم النقاش في الدقيقة الـ86، لتأمين النقطة التي تضمن لفريقه التأهل رسميا للدور المقبل.
وكاد أيوب المعموري أن يباغت الخياطي بتسديدة قوية مرت قريبة من العارضة في الدقيقة الـ89.
وأنقذ الزنيتي الرجاء من هدف قاتل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، بتصد لتسديدة أحمد حمودان من انفراد.
وسعى الرجاء جاهدا في دقائق الوقت بدل الضائع تسجيل هدف يعيد به خلط أوراق تأهل المجموعة الثانية، بيد أن لاعبيه افتقدوا للتركيز اللازم في بناء الهجمة وغلب عليهم التسرع، ليطلق الحكم صافرة نهاية اللقاء بلا غالب ولا مغلوب (1-1).
