نفت مصادر مطلعة من الداخل الجزائري أن يكون سبب قيام السلطات العسكرية بإخلاء إقامة معهد برج البحري (تقني سامي) من الطلبة قبل أيام راجع إلى ضرورة القيام بأشغال صيانة، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي للإخلاء يعود إلى قرار غير معلن يقضي بإيواء المرضى القادمين من مخيمات تندوف، بعد أن امتلأ المستشفى العسكري بعين النعجة بحالات إصابة متزايدة وسط الوافدين من هذه المخيمات.
وحسب ذات المصادر، فإن السلطات الصحية وجدت نفسها عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى القادمين من تندوف، حيث تفشت الأمراض المعدية بشكل ينذر بكارثة إنسانية، لتقرر بشكل سري بعد الضغط الهائل الذي شهده المستشفى العسكري تحويل مئات المصابين إلى مرافق أخرى، من بينها إقامة معهد برج البحري، التي كان يقطنها الطلبة، ما أثار استياء واسعا بين الطلبة الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على مغادرة الإقامة دون بدائل واضحة.
وتؤكد تقارير متطابقة أن تفشي الأمراض المعدية بمخيمات المحتجزين في تندوف ناتج عن الظروف المعيشية القاسية، وغياب الرعاية الصحية اللازمة، فضلا عن التكتم المستمر الذي يمارسه قادة الجبهة الوهمية للتغطية على حجم الكارثة، غير أن المؤشرات القادمة من المستشفى العسكري بعين النعجة تكشف حجم الاستفحال غير المسبوق لهذه الأزمة، بعدما أصبحت حالات الإصابة تتجاوز طاقة الاستيعاب، ما اضطر السلطات إلى البحث عن حلول ترقيعية، ولو على حساب الطلبة الجزائريين.
ووجد الطلبة أنفسهم في ظل هذا الوضع أنفسهم ضحية قرارات فوقية من الزمن الغابر لا تراعي حقوقهم في التعلم والإيواء، بينما يواجهون مستقبلا ضبابيا مع بداية الفصل الجامعي الجديد في الجزائر، دون القدرة على مواجهة القبضة العسكرية الحاكمة التي تبذر ثروات الشعب في دعم مجموعة من المرتزقة يحتجزون آلاف الأشخاص في مخيمات الذل والعار بتندوف.
