هشام رماح
“الجزائر اليهودية”.. هذه التسمية تتعلق بإصدار لـ”هيدية بن ساحلي”، الكاتبة الجزائرية، التي وجدت نفسها محاصرة من لدن سلطات النظام العسكري في الجارة الشرقية، وجرت الويلات بسبب كتابها على دار النشر “فرانز فانون”، التي قررت سلطات ما يعرف هناك بولاية “بومرداس” إغلاقها.
وفي تجلٍّ جديد لتضييق العسكر الجزائري على حرية التعبير، قررت نظام الـ”كابرانات” إخراس كل من يفتح فمه أو يخط بعضا من تاريخ البلاد المسكوت عنه، وقد أعلنت دار النشر، أن توصلت بقرار للإغلاق لمدة ستة اشهر بسبب إصدارها كتاب “الجزائر اليهودية”.
وجنح العسكر إلى قرار الإغلاق ومصادرة كتاب “هيدية بن ساحلي”، استنادا على تبرير مفاده بأنه “يمس بالأمن والنظام العام وبالهوية الوطنية ويحمل خطاب كراهية”، رغم أن الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية، تطرق إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية ليهود الجزائر، ويبرز وجودهم في النسيج التاريخي للبلاد.
ووفق دار النشر “فرانز فانون” (Frantz Fanon)، فإن المسؤول عنها سبق كان ووضع تحت الرقابة القضائية، بعد إصدار الكتاب الذي جاء حاملا لعنوان “الجزائر اليهودية: أنا الآخر الذي أعرفه قليلا”، وهو الكتاب الذي ورغم حصوله على رقم على رقم إيداع رسمي في “المكتبة الوطنية الجزائرية”، إلا أن السلطات وضعت عراقيل أمام تقديمه للجمهور، فألغت ندوة مخصصة لتقديمه على هامش فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، كما أفادت “الجزائر تايمز”.
وبعد اعتقال “بوعالم صنصال” في 16 نونبر 2024، بسبب تصريحات وجدت الكاتبة “هيدية بن ساحلي”، نفسها محاصرة في الجزائر رغم تأكيدها بأن هدفها من الكتاب انحاز إلى تسليط الضوء على جانب غير معروف من تاريخ الجزائر، والذي يتكتم عليه النظام العسكري في الجارة الشرقية.
وفي رد فعل على قرار السلطات الجزائرية علق “كمال بن الشيخ”، الكاتب الجزائري على واقعة المصادرة والإغلاق، عبر تدوينة على منصة “X” “يتزايد القمع في الجزائر ضد كل ما يتحرك. تم إغلاق دار نشر فرانز فانون بقرار إداري، في نفس مدينة الروائي “بوعالم صنصال”، قبل أن يختم بأن “الثقافة مستهدفة في ظل هذا النظام الدكتاتوري”.
