قالت المخرجة التونسية هند المدب، إن الغرب يعيق تشكل اتحاد المغرب الكبير، لأنه يستفيد من خيرات البلدان التي تعيش في الحروب والصراعات، مشيرة إلى أن أفلامها الوثائقية تركز على الإنسان العربي دون أي خلفيات سياسية وحلمه في التوحد العربي والاندماج من أجل القوة.
وأضافت المدب في لقاء مع “العمق”، أن لديها أصول تونسية وجزائرية ومغربية، وشعوب هذه البلدان وفق ما تعاينه في الواقع تكن المحبة لبعضها البعض بخلاف ما يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن المستفيد الوحيد من المشاكل السياسية الحاصلة بين هذه البلدان هي الدول الغربية التي تتغدى من الأزمات.
واعتبرت المخرجة التونسية المقيمة في فرنسا، أن شعوب العالم العربي محظوظة لأنها تتكلم بنفس اللغة ولديها دين وتاريخ مشترك يمكنها من فهم بعضها والإحساس ببعضها البعض، وعليها الاستثمار في ذلك من أجل بناء مستقبل موحد من المغرب إلى العراق، ونبذ الحروب والتساؤل عن سبب تدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، وفق تعبيرها.
وكشفت هند المدب، أنها حاولت من خلال آخر فيلمها الوثائقي الأخير “السودان يا غالي” تسليط الضوء على الثورة السودانية والمشاكل التي رافقتها وراح ضحيتها آلاف المواطنين الأبرياء، والتي لا تحظى بتغطية إعلامية كبيرة.
وأوضحت المدب، أنها قررت نقل صوت السودانيين بعد رؤيتها لطريقة عيش اللاجئين منهم في باريس حيث كانوا يتعرضون لمعاملة سيئة ويقتاتون على المساعدات التي كانت تقدمها لهم الجاليات العربية هناك.
وأشارت ذات المتحدثة، إلى أنها سافرت إلى السودان وشهدت على الفض العنيف لاعتصام الخرطوم في 3 يونيو 2019 الذي راح ضحيته عشرات الناس، وكيف تبخرت أحلام المطالبين بدولة مدنية لا عسكرية، لكنها كانت تتوقع بأن تكون نهاية فيلمها الوثائقي بإجراء انتخابات حرة إلا أن ذلك لم يتحقق على مدار سنوات طويلة حيث مازال يدور في دوامة من العنف.
ولفتت هند المدب، إلى أنها اعتمدت في فيلمها “السودان يا غالي” على شهادات مواطنين بسطاء من ساحات التحرير ينقلون حلمهم في الحصول على حياة بسيطة تضمن لهم الاستفادة من التعليم والصحة والعمل، إلا أن ذلك يصعب تحقيقه بسبب الغرب الذي يدعم الفوضى من أجل استغلال اليورانيوم والبترول والذهب الذي تملكه البلاد، حسب تعبيرها.