اشتعلت الأجواء بين ناديي الوداد الرياضي واتحاد طنجة، عقب مباراة حافلة بالأحداث والمشاحنات انتهت بالتعادل (2-2) على ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء ضمن منافسات الجولة العاشرة من البطولة الاحترافية – القسم الأول “إنوي”.
فبينما توقّع الجميع أن تهدأ الأمور بعد صافرة النهاية، اندلعت حرب تصريحات وبيانات بين الطرفين، مما أضفى على الساحة الكروية المغربية طابعًا من الإثارة والتوتر.
بدأت الحكاية فور نهاية اللقاء عندما نشر اتحاد طنجة بيانًا رسميًا عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، معبّرًا عن استنكاره لما وصفه بـ”اعتداءات جسدية” تعرض لها أعضاؤه.
وأوضح الاتحاد في بيانه أن هذه الاعتداءات قد تم توثيقها عبر الكاميرات، مشيرًا إلى أن الأدلة المصورة تكشف اعتداءات طالت مكونات الفريق بعد صافرة النهاية، ما أثار غضب إدارة النادي الطنجاوي ودفعها للمطالبة بفتح تحقيق في هذه الأحداث.
وفي رد سريع، لم يتأخر نادي الوداد في نشر بيان مضاد على صفحته الرسمية، حيث عبّر النادي البيضاوي عن تضامنه مع مدربه رولاني موكوينا، الذي أكد تعرضه لهتافات “عنصرية مقيتة” من بعض الأفراد المنتمين لفريق اتحاد طنجة.
وأفاد الوداد أن هذه الإساءات قد تركت أثرًا سلبيًا على المدرب الجنوب أفريقي، الذي انتقل للمغرب مؤخرًا من أجل إثراء تجربته التدريبية، مضيفًا أن ما حدث لا يتماشى مع قيم التنافس الشريف والأخلاق الرياضية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث خرج المدرب رولاني موكوينا بنفسه إلى الصحافة معبّرًا عن استيائه مما واجهه في المباراة، وقال خلال الندوة الصحفية التي تلت اللقاء: “أنا مستاء للغاية، تعرضت لشتائم من بعض أفراد الفريق الخصم، وهذا غير مقبول. لم آتِ إلى المغرب لأُهان بهذه الطريقة”.
وأضاف موكوينا بنبرة من التأثر والغضب: “كرة القدم، كما نعلم، يحدث فيها الشجار، ولكن بعدها تتم المصافحة ونترك ما حصل في الملعب. إلا أن التقليل من الاحترام وإطلاق الشتائم أمر مرفوض”.
وأردف شاكراً طاقمه الفني، قائلاً: “أشكر طاقمي الذي هبّ للدفاع عني لما رآه وسمعه، لأنني لم أكن أستحق ما حصل”.
وقد أثار هذا التصعيد تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لموقف اتحاد طنجة ومتعاطف مع مدرب الوداد، خاصة مع تصاعد المطالب بضرورة تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للتحقيق في ملابسات هذه الأحداث واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات.
المباراة التي كان من المفترض أن تكون لقاءً رياضيًا عاديًا تحولت إلى صراع حاد يُضاف إلى قائمة الخلافات المثيرة بين الأندية المغربية، مما يعكس أحيانًا حجم الضغط والتوتر السائد في البطولة.
وتطرح هذه الحادثة مجددًا السؤال حول ضرورة تعزيز الروح الرياضية وضبط النفس لدى اللاعبين والأطقم الفنية، في سبيل الحفاظ على صورة كرة القدم المغربية التي تتوجه نحو مزيد من الاحترافية والانفتاح.