الأحد, مارس 30, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالتكتل الشعبي ينتقد حصيلة الحكومة ويدعو لأجرأة الإصلاحات

التكتل الشعبي ينتقد حصيلة الحكومة ويدعو لأجرأة الإصلاحات


سجل التكتل الشعبي فشل الحكومة “الأكيد والملموس” في تحسين مؤشرات الاقتصاد الوطني والحد من هشاشته البنيوية، معتبرا أنها أبانت عن عجزها البين في ترجمة الأهداف الإستراتيجية للسياسات العامة التي تحظي بإجماع مختلف مكونات المجتمع المغربي إلى سياسات عمومية ناجعة وفعالة، وعجزت حتى في تنزيل التزامات برنامجها الحكومي رغم سقفه المحدود.

وقال إن الحكومة اختزلت سياستها الإقتصادية والإجتماعية في مقاربات تقنية ومحاسبتية قائمة على الدعم غير المنصف وغير المدروس وعلى بدعة التمويلات المبتكرة غير المؤطرة بأي سند قانوني، وعلى اعتماد نسخة محورة للخوصصة عبر التأسيس لخوصصة الخدمات الإجتماعية والإستراتيجية وتوظيف الهوامش المالية بدون دراسة الأثر بغية تأجيل الأزمات المتوالية بدل مواجهتها بحلول مستدامة، كما فسحت الحكومة، بإجراءاتها المرتبكة المجال لتغول اقتصادي يعزز تغولها السياسي عبر التشريع لتضارب المصالح ودعم سنوي سخي غير منتج للوبيات القطاعية، وكل ذلك بعيدا عن مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وأشار في بلاغ صدر عقب اجتماع المكاتب السياسية لأحزاب الحركة الشعبية والحزب الديمقراطي الوطني والحزب المغربي الحر الاثنين 24 مارس 2025، إن تقييمه لحصيلة الحكومة التكتل الشعبي إلى بياض حصيلة الحكومة في مجال الحد من إفلاس المقاولات المتواصل، وتنفيد برنامج إعمار مناطق زلزال الأطلس، وإخراج خيار الجهوية المتقدمة من مربع التأسيس، وكذا على مستوى بلورة سياسة لغوية منصفة للأمازيغية وباقي التعابير اللغوية والثقافية المجالية.

وفي نفس السياق، سجل التكتل الشعبي الفشل الذريع للحكومة في مواجهة تداعيات الغلاء غير المسبوق في مختلف أسعار المواد الغذائية والسلع والخدمات وتماطلها المقصود وغير المبرر في استعمال المساحات المتاحة قانونا لتسقيف أسعار المحروقات، فضلا عن سوء توظيف للعائدات الضريبية المستنزفة للمقاولات وجيوب المواطنين دون عدالة ولا إنصاف، واللجوء المتكرر الخيار المديونية دون رؤية تروم خلق جاذبية استثمارية منتجة اقتصاديا ومنصفة مجاليا، وارتهان الحلول السهلة القائمة على سوء توزيع الثروة على قلتها عوض الإبداع في إنتاجها.

كما وصف سياساتها الفلاحية بـ”المفلسة” بالرغم من كلفتها المالية والمائية والمجالية، “والنتيجة اليوم أن بلادنا في ظل هذا التدبير الحكومي الفاقد لأي بوصلة سياسية ولا تنموية تسجل أدنى المؤشرات والمراتب في سلم التنمية البشرية وفي مجالات محاربة الفساد وعلى مستوى سلاليم إصلاح التعليم والحكامة والسعادة والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية، وفي مؤشر الابتكار العالمي وتطور الأعمال، كما في سقف البطالة التي وصلت حدا غير مسبوق في تاريخ المغرب المستقل في ظل فقدان الحكومة لأي مبادرة في مجال إرساء دعائم التشغيل المستدام”.

وأكد التكتل الشعبي حاجة البلاد الى إصلاحات مؤسساتية وحقوقية قادرة على تصحيح بوصلة تدبير الشأن العام وتقويم مخلفات السياسات الحكومية الفاقدة للنجاعة والمردودية، وإصلاحات مؤسساتية وحقوقية قادرة على تصحيح بوصلة تدبير الشأن العام وتقويم مخلفات السياسات الحكومية الفاقدة للنجاعة والمردودية.

واعتبر أن المداخل الأساسية للخروج من “النفق المغلق للسياسات الحكومية وتداعياتها السلبية اجتماعيا ومجاليا تتطلب تقويما هيكليا وبرنامجيا في ما تبقى من عهدة هذه التركيبة الحكومية الثلاثية المهيمنة على تدبير المؤسسات المنتخبة وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا دون رؤية سياسية واضحة المعالم ولا حس استباقي، لا يكتفي بتبرير الأزمات بل يعمل على معالجة أسبابها ومسبباتها والتي يتجلى جوهرها في العقم السياسي لهذا الائتلاف الحزبي الذي بني على معادلات انتخابوية رقمية وعددية دون مرجعية سياسية موحدة ولا رؤية إنتخابية متجانسة”.

واعتبر أن ذلك “أجهض رهان استعادة الثقة في الوساطة السياسية المؤسساتية وحول المشاريع الكبرى والإصلاحات الإستراتيجية إلى حرب مواقع بين مكوناته وتحولت معه آليات تنزيل الدولة الإجتماعية إلى ريع قفة انتخابوية بئيسة وصارت معه أحلام وحقوق المغاربة المشروعة في شغل قار وسكن لائق وعيش كريم مجرد برامج عابرة وغير مؤثرة ووقود معارك التطاحن الانتخابوي السابق لأوانه بين مكونات هذا الائتلاف الذي عاش زهاء أربع سنوات على وهم الانسجام المصطنع واختار على مشارف الاستحقاقات المقبلة اللعب على حبلين، يستغل منافع التدبير العمومي ويستنسخ صوت المعارضة في حروبه الداخلية والمكشوفة”.

وأضاف التكتل في بلاغه أنه “إزاء هذه الضبابية التي يغذيها شلل العمل الحكومي وعجزه التدبيري لمستقبل الجهات والجماعات الترابية فإن التكتل الشعبي يدعو إلى توظيف ما تبقى من هذه الولاية الانتخابية لأجرأة إصلاحات مؤسساتية وحقوقية ناجعة والمغيبة في أجندات مكونات الائتلاف الحكومي وفي برنامج تعاقدها مع المغاربة، وذلك من خلال فتح حوار وطني مؤسساتي موسع حول إصلاح القوانين ذات الصلة بالسياسة الجنائية والمسطرة المدنية قبل اعتمادها بمنطق التغوّل العددي”.

كما دعا لرفع التعتيم عن مآل التنزيل التشريعي لمشروع مدونة الأسرة، كما يستلزم رهان التقييم والتقويم فتح النقاش الموسع حول مراجعة القوانين التنظيمية للجماعات الترابية والترسانة القانونية المؤطرة للإنتخابات، وطرح مستقبل أنظمة التقاعد ومؤسسات التأمين ومدونة الشغل للتداول المجتمعي بغاية خلق الشروط الملائمة لبديل سياسي وتنموي حقيقي يكون في مستوى المغرب المؤطر بأحكام الدستور الجديد ويؤسس لوسائط مؤسساتية وذات تمثيلية صادقة قادرة فعلا على ربح رهانات مغرب المونديال، وليس مجرد هرولة وتهافت من أجل موقع عابر في قيادة حكومة المونديال.

وجدد التكتل الشعبي انخراطه الفعال والموصول في الدفاع عن المصالح العليا للوطن، وعبر عن اعتزازه بالمكاسب الدبلوماسية المتواصلة في مجال تحصين الوحدة الترابية للبلاد بفضل الرؤية الإستراتيجية والحكيمة للملك محمد السادس، التي رسخت وترسخ مصداقية المبادرة المغربية لحل هذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء في مختلف المحافل والأوساط الدولية والقارية والجهوية والإقليمية والمتمثلة في سقف الحكم الذاتي على ضوء مسار الجهوية الموسعة وفي إطار السيادة المغربية ووحدة الوطن والتراب.

وفي هذا السياق، سجل التكتل الشعبي تفاعله الإيجابي مع هذا المسار الدبلوماسي الوطني عبر مبادرته إلى تفعيل مخطط دبلوماسي موازٍ تنخرط فيه الهياكل الحزبية لمكوناته ومنظماتها الموازية عبر تعزيز حضوره المتميز في الشبكة الليبرالية العالمية وامتداداتها القارية والجهوية، واستثمار العلاقات الحزبية الثنائية في مختلف القارات، وتأطير تمثيليات مكوناته في صفوف مغاربة العالم للتعريف بعدالة قضيتنا الوطنية الأولى ومواجهة زيف أطروحات خصوم وحدتنا الترابية.

وعلى هذا الأساس فإن التكتل الشعبي دعا إلى تعزيز التكامل والتنسيق في الأهداف بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية بأبعادها البرلمانية والحزبية والمدنية والإقتصادية وفق رؤية استراتيجية تجمع بين المقاربة السياسية والقانونية والحقوقية والتنموية وفي عمقها خيار المغرب الأطلسي ورهان إفريقيا الجديدة المبنية على رهانات الوحدة والتنمية المستدامة التي أسس لها الملك محمد السادس.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات