بات وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الجديد، محمد سعد برادة، مطالبا بوضع يده على الاختلالات التي تتخبط فيها المؤسسات المكلفة بالرياضة المدرسية.
ووقف عند هذه الاختلالات نقابة الجامعة الوطنية للتعليم (FNE)، التي نبها الوزير برادة إلى كون هذه الاختلالات تعيق تطور التعليم المدرسي.
وراسل المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بخصوص هذا الملف.
النقابة نبهت محمد سعد برادة، إلى “الاختلالات الجسيمة” في التدبير الإداري والمالي لكل من مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية والجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية.
ودعا المكتب إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل وإيفاد لجان تدقيق مالي وإداري للوقوف على هذه التجاوزات، التي يرى أنها تتسبب في هدر الزمن المدرسي، وإهدار المال العام، والتأثير سلباً على أداء التلاميذ المشاركين في البطولات الرياضية.
التأثير على المستوى التعليمي للتلاميذ
وأشار المكتب إلى أن كثافة البطولات الرياضية المدرسية الوطنية، والتي تتجاوز 50 نشاطاً رياضياً في الموسم الواحد، تسهم في هدر الزمن المدرسي.
هذه البطولات، وفق المصدر، تُبرمج خارج العطل الرسمية وتمتد لعدة أيام، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على أداء التلاميذ الدراسي.
وكشف المكتب أن أغلب التلاميذ المشاركين يحصلون على معدلات دراسية ضعيفة، خاصة أن المشاركين هم أنفسهم في معظم البطولات.
تعويضات مضاعفة واستغلال للموارد
واتهم المكتب مديرية الارتقاء وأعضاء المكتب المديري للجامعة بتحقيق مكاسب مالية على حساب المال العام.
وأوضح أن المسؤولين يستفيدون من تعويضات مزدوجة عن التنقل والإقامة من الأكاديميات التي ينتمون إليها ومن الجامعة، بينما تقتصر مهامهم أثناء البطولات على أنشطة بسيطة كان يمكن إسنادها إلى لجان محلية.
تفاوتات صارخة
وأكدت الرسالة أن هناك تمييزاً في ظروف الإقامة والتغذية بين المسؤولين والتلاميذ.
وفي الوقت الذي يتمتع مسؤولو الجامعة بإقامة فاخرة في فنادق خمس وأربع نجوم مع خدمات متميزة، يُجبر التلاميذ على الإقامة في ظروف متواضعة بغرف مكتظة وتغذية محدودة الجودة.
محاباة وشراكات مشبوهة
وكشف المكتب عن شبهات في اختيار الوفود الرسمية المرافقة للفرق الرياضية الدولية. وأشار إلى أن هذا الاختيار يتم بناءً على المحسوبية بدل الكفاءة.
وأضاف أن تفعيل شراكات محددة مع جمعيات يرأسها مقربون من مسؤولي مديرية الارتقاء، مثل جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض، التي تحصل على امتيازات سخية دون تقديم أنشطة فعلية ملموسة.
إقصاء التعليم العمومي لصالح الخصوصي
كما اتهم المكتب الجامعة الملكية للرياضة المدرسية بإقصاء تلاميذ التعليم العمومي من بعض البطولات الوطنية لصالح تلاميذ التعليم الخاص، مع تمويل هذه البطولات من مساهمات مالية تفرض على التلاميذ العموميين.
دعوات للتحقيق والمساءلة
وطالب المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم بمساءلة جميع المسؤولين عن هذه الاختلالات، والتحقق من قوائم المستفيدين من التعويضات والإقامات، مع تعزيز الشفافية في تنظيم البطولات الرياضية، بما يخدم مصلحة التلاميذ ويرتقي بالرياضة المدرسية بشكل عادل.
وتأتي هذه المطالب لتسلط الضوء على ضرورة معالجة الخلل في إدارة الرياضة المدرسية بالمغرب، وضمان أن تكون هذه الأنشطة أداة لتطوير مواهب التلاميذ، وليس مجالاً لتحقيق مكاسب شخصية.