اعتقلت السلطات المحلية بالرباط اليوم ثلاثة من سائقي سيارات الاجرة من الحجم الصغير.
وجرت عملية الاعتقال في أعقاب تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لعملية مطاردة السائقين الثلاثة لسائق سيارة التطبيقات الذكية عندما أركب أحد الزبناء.
وأثارت الواقعة ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي من سلوك أصحاب سيارات الأجرة.
ومما زاد من غضب المغاربة، كما عبروا عن ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، تعرض سائق التطبيقات الذكية للاعتداء بالضرب من طرف سائقي سيارات الأجرة.
الواقعة التي تم توثيقها بالفيديو وانتشرت بسرعة، ألقت الضوء على التوتر المتزايد بين سائقي سيارات الأجرة التقليدية ومقدمي خدمات النقل عبر التطبيقات الذكية.
تفاصيل الواقعة
وقعت الحادثة في أحد أحياء مدينة الرباط، حيث كان سائق التطبيقات الذكية يقوم بنقل أحد الزبائن. واعترضت طريقه مجموعة من سائقي سيارات الأجرة الذين أوقفوه بالقوة، وبدأوا بالاعتداء اللفظي والجسدي عليه.
الفيديو الموثق يظهر حالة من العنف والترهيب، مما أثار استنكارًا واسعًا من قبل المواطنين الذين وصفوا التصرف بأنه غير مبرر وينتهك حقوق العاملين في قطاع النقل، وتفعيل “شرع اليد” خارج القانون.
الأسباب وراء الحادثة
تصرفات سائقي سيارات الأجرة جاءت كرد فعل على ادعائهم أنهم يواجهون “منافسة غير متكافئة” مع أصحاب التطبيقات، إذ يشتكي العديد من سائقي سيارات الأجرة من أن خدمات التطبيقات الذكية تُشكّل منافسة قوية لهم بسبب التسعيرات المنخفضة وسهولة الحجز.
ويطالب سائقو سيارات الأجرة بتنظيم عمل التطبيقات الذكية لضمان تكافؤ الفرص بين الطرفين.
وساهمت الحوادث السابقة في تصعيد الأجواء بين الجانبين، مما أدى إلى مواقف عدائية.
وتجري هذه الاحداث رغم أن سائقي سيارات الأجرة بنوعيها الصغير والكبير بدورهم منخرطون ويشتغلون بالتطبيقات الذكية، كما اكد ذلك أكثر من سائق سيارة الأجرة، في حديثهم “للجريدة24”.
ردود الفعل
ودعا عدد من المواطنين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى احترام حق الجميع في العمل بكرامة، ووهم يقصدون سائق التطبيقات الذكية الذين يضطرون لامتهان هذه الخدمة من أجل مواجهة أعباء الحياة وارتفاع المعيشة وغلائها.
ويُتوقع أن يتم فتح تحقيق في الواقعة لضمان سيادة القانون وحماية الحقوق للحد من تكرار مثل هذه الوقائع.
الحلول المقترحة
وتتعالى الأصوات للمطالبة بتنظيم قطاع النقل عبر التطبيقات الذكية، عبر وضع قوانين واضحة تنظم عمل التطبيقات الذكية وسائقي سيارات الأجرة التقليدية.
ولم لم تتخذ السلطات العمومية أي قرار بخصوص موضوع التطبيقات الذكية رغم الحديث الجاري في الكواليس الذي يشير إلى أن هناك تفكير في كيفية تقنين العمل بالتطبيقات الذكية، لاسيما أن المغرب مقبل على تظاهرات عالمية، أبرز كأس افريقيا وكأس العالم.
حادثة الاعتداء على سائق التطبيقات الذكية في الرباط، سبقتها واقعة اعتداء أخرى حصلت في مدينة الدار البيضاء، اذ اعترض سائقو سيارات الأجرة سائق التطبيقات الذي كان يقل ديبلوماسي أجنبي وتعرض السائق وزبونه للضرب، قبل أن يتم اعتقال المعتدي ومحاكمته.
وتعكس هذه الوقائع تحديات كبرى يواجهها قطاع النقل في المغرب، الأمر الذي يفرض تدخل الجهات المعنية لوضع حلول تضمن حقوق جميع الأطراف وتعزز السلم الاجتماعي في ظل التغيرات التكنولوجية التي يشهدها القطاع.
