مع حلول فصل الشتاء، تتجدد معاناة السكان في المناطق النائية والمهمشة، إلى جانب الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة مثل المشردين.
في مواجهة هذه الظروف القاسية، تسارع الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية إلى إطلاق حملات تضامنية تهدف إلى توفير الدعم الضروري للفئات الأكثر هشاشة.
من بين الجمعيات الرائدة في هذا المجال، تبرز “أنجلز البركة”، التي أكدت رئيستها، سلوى الزين، أن الجمعية تسعى كل عام إلى تقديم العون للأسر الفقيرة في المناطق البعيدة، خصوصاً في ظل الظروف المناخية القاسية التي تمنع السكان من الوصول إلى المرافق الحيوية.
وأوضحت أن المساعدات تشمل توزيع السلال الغذائية، الملابس الشتوية، الفحم والخشب للتدفئة، بالإضافة إلى تنظيم قوافل طبية تستهدف المناطق التي تعاني من غياب شبه كامل للبنية التحتية الصحية.
وأضافت سلوى الزين أن تنظيم القوافل الإنسانية يتطلب جهداً كبيراً يبدأ من جمع التبرعات وفرز الملابس، مروراً بالحصول على التصاريح اللازمة، ووصولاً إلى التنقل في مسالك وعرة لتوزيع المساعدات، وأكدت أن هذا العمل يعتمد بشكل كبير على التزام المتطوعين الذين يضحون بأوقات راحتهم لإنجاح هذه الحملات.
جمعية أخرى تعمل بلا كلل خلال هذا الموسم هي جمعية “جود”، التي تنشط في عدة مدن كبرى مثل الدار البيضاء، الرباط ومراكش. وأشارت هند العيدي، رئيسة الجمعية، إلى أن الأولوية تُمنح خلال فصل الشتاء لتقديم المساعدات العاجلة مثل الوجبات الساخنة، البطانيات، والملابس المناسبة. كما تسعى الجمعية إلى تقديم حلول مستدامة مثل برامج إعادة إدماج المشردين وتأمين فرص عمل وسكن لهم.
وتتزامن هذه الجهود مع استمرار التحديات في المناطق المتضررة من زلزال الحوز. في هذا السياق، تركز الجمعيات الخيرية جهودها على دعم سكان هذه المناطق من خلال مشاريع إعادة الإعمار وتوفير الحلول السكنية الدائمة، وذلك بالشراكة مع جهات دولية مثل مؤسسة “سيتي” التي قدمت دعماً مالياً قدره 500 ألف دولار لتعزيز جهود التنمية المستدامة في هذه المناطق.
أخيراً، تبقى الجمعيات الخيرية شاهداً حياً على قوة التضامن الإنساني في مواجهة الظروف الصعبة. من خلال تعبئة الموارد وتقديم المساعدات، تسهم هذه الجمعيات في حماية كرامة الأفراد الأكثر ضعفاً وتخفيف معاناتهم خلال فصل الشتاء القاسي.
