الأحد, مارس 9, 2025
Google search engine
الرئيسيةالتساقطات المطرية تفضح هشاشة البنيات التحتية في أحياء مدينة طنجة

التساقطات المطرية تفضح هشاشة البنيات التحتية في أحياء مدينة طنجة



عادت التساقطات المطرية لتفضح مرة أخرى الواقع المر للبنيات التحتية وتعري ضعفها بمدينة طنجة، وتفتح الباب مشرعا أمام انتقادات الساكنة المتضررة من السيول التي تغرق شوارع وأزقة الأحياء.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور شوارعَ مدينة البوغاز وأحياءها غارقةً بعد التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة أول أمس الأربعاء، خصوصا الأحياء الجانبية ومداخل المدينة ومداراتها المختلفة، إذ تحولت إلى مستنقعات وبرك، بعدما عجزت القنوات على تصريف المياه واستيعابها.

وشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة جديدة من النقد والسخرية على المجلس الجماعي وعمدته منير ليموري، بسبب المشاهد التي تتجدد كلما حلت أمطار الخير بالمدينة، التي سجلت أعلى مقياس من التساقطات فاق 47 ميليمترا خلال الـ24 الماضية.

في تعليقه على الموضوع، قال عبد العزيز بنعزوز، رئيس مقاطعة مغوغة التي غمرت مياه الأمطار شوارع وأزقة عدد من الأحياء التابعة لنفوذها الترابي، إن المشاكل المتكررة ناجمة بشكل أساسي عن كثرة البناء والتوسع العمراني.

وأضاف بنعزوز، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التوسع العمراني والبناء المستمر في طنجة، “ضيق على المجاري وأفقد المدينة المسالك التي كانت تجري فيها مياه الأمطار للوصول إلى البحر”، مؤكدا أن المجاري وقنوات الصرف الحالية “لم تعد قادرة على تحمل واستيعاب مياه الأمطار”.

ودعا رئيس مقاطعة مغوغة إلى تبني نظرة استباقية لمواجهة التحديات التي تطرحها التساقطات المطرية على المدينة وبنياتها التحتية والمسؤولين عن تدبير شؤونها، وحث على إعادة النظر في تصريف مياه التساقطات المطرية، وذلك من خلال إفراد قنوات خاصة لها، من دون إشراكها مع قنوات الصرف الصحي.

وأقر بنعزوز بأن هناك بعض النقاط التي أضحت معروفة لدى المسؤولين والمنتخبين، إذ تغمرها المياه بمجرد تسجيل تساقطات مطرية بمقاييس مهمة، وهو الأمر الذي يؤكده سكان المدينة وينتقدون التأخر الحاصل في إيجاد حلول ناجعة له.

من جهته، اعتبر جلال ماهير، خبير في مجال التعمير والتهيئة الحضرية، أن المشكل الذي تتخبط فيه مدينة طنجة يرجع بالأساس إلى التصاميم الحضرية وعدم احترامها للخنادق التي كانت تاريخيا في المدينة.

وسجل ماهير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مشكل الفيضانات والسيول التي تغمر الشوارع والأحياء يرتبط أساسا بـ”جشع المنعشين العقاريين وعدم احترام الخنادق في مشاريع البناء التي يقيمونها في طنجة”، مؤكدا أن هذا الأمر هو الذي يؤدي إلى “الفيضانات مع كل تساقطات تعرفها المدينة”.

واعتبر الخبير ذاته أن أي حاضرة بها مرتفعات ومنخفضات ينبغي أن تتوفر على “مصارف خاصة بمياه الأمطار في جنبات الطرقات”، مشددا على أن الطرق تعد فيها بشكل “احترافي دقيق وتضم منحنيات خفيفة توزع الماء بشكل متساوٍ على جانبي الطريق حتى لا يتم الضغط على قناة دون أخرى عند تسجيل التساقطات”.

وشدد المتحدث على أن الإشكال يكمن في “المنعش العقاري وبرنامج التهيئة”، وأوضح أن الفرق بين تهيئة المدن في مجمل الدول الأوروبية وتهيئة المدن في المغرب “واضح، لأنها خاضعة لمزاج المنعش العقاري عندنا”، وفق تعبيره.

وحمل ماهير مجلس المدينة مسؤولية استفحال الوضع وغياب الحلول اللازمة للمشكل البنيوي، كما حذر من عدم مراعاة هذا الأمر في تمدد المدينة العمراني الجاري في الوقت الحالي أو مستقبلا.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات