الأربعاء, مارس 19, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالتبرع بالدم في رمضان.. عمل إنساني ببعد ديني بالجهة الشرقية

التبرع بالدم في رمضان.. عمل إنساني ببعد ديني بالجهة الشرقية


تعد عملية التبرع بالدم عملا إنسانيا نبيلا، يعزز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة لهذه المادة الحيوية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.

وخلال شهر رمضان المبارك، يجمع التبرع بالدم بين الأجر الديني، والعمل الإنساني التضامني، والفوائد الصحية على المتبرع، لاسيما أن القيام بهذه العملية بانتظام تساعد في التقليل من مخاطر بعض الأمراض القلبية، وتنشيط الدورة الدموية، وتحفيز إنتاج خلايا دم جديدة؛ مما يعزز الصحة العامة للمتبرع.

وبمدينة وجدة، ومختلف أقاليم جهة الشرق بصفة عامة، تتواصل حملات التبرع بالدم داخل المساجد والمراكز الصحية، مستقطبة عددا هاما من المتبرعين الذين يحرصون على اغتنام هذا الشهر الفضيل للمساهمة في إنقاذ الأرواح، مستحضرين البعدين الإنساني والديني لهذا الفعل النبيل.

وتأتي هذه المبادرات، في سياق الجهود المبذولة من طرف الوكالة المغربية للدم ومشتقاته بجهة الشرق، وجمعيات المتبرعين بالدم، التي تعمل، بتنسيق مع مصالح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على تنظيم حملات مكثفة غايتها المساهمة في سد الخصاص المسجل في هذه المادة الحيوية.

ولبلوغ هذه الغاية، تمثل المساجد فضاء مثاليا لاستقطاب المتبرعين، بالنظر للتوافد الكبير عليها من قبل المصلين خلال هذا الشهر المبارك؛ وهو ما يتيح فرصة لتعزيز الوعي بأهمية التبرع بالدم، وترسيخه كثقافة مجتمعية، وضمان تزويد المستشفيات بمخزون كاف لتلبية الاحتياجات الطبية العاجلة.

وفي هذا الصدد، أكد الإمام المرشد بمدينة وجدة، شاكر مهراز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على البعد الديني للتبرع بالدم، مبرزا أن الشريعة الإسلامية تحث على البذل والعطاء، خاصة في شهر رمضان الذي يمثل مناسبة لتعظيم الأجر من خلال أعمال الخير.

وأوضح أن التصدق بالدم، يدخل ضمن الصدقة الجارية، حيث يكتب للمتبرع أجر إنقاذ الأرواح، مستشهدا بأحاديث نبوية، وآيات قرآنية تحث على البذل والإنفاق، وكذا بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس، مشيرا إلى أن “أعظم ما يجود به الإنسان هو دمه، لما في ذلك من إنقاذ للأنفس وإغاثة للمرضى والمصابين”.

ومن جهتها، أبرزت الطبيبة بالوكالة المغربية للدم ومشتقاته بجهة الشرق، زكاي بشرى، أن النقص المسجل في مخزون الدم خلال رمضان يستدعي تكثيف الجهود لتحفيز المواطنين على التبرع، مشيدة بدور مصالح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تسهيل هذه العمليات داخل المساجد.

وبعد أن أوضحت أن هذه المبادرات، تروم جمع 120 كيس دم كل يوم، أشادت زكاي، بالنجاح الذي عرفته حملة التبرع بالدم، مؤخرا، بمسجد القدس بوجدة، حيث مكنت خلال يومين من جمع 213 كيس دم، معربة عن أملها في استمرار هذا الزخم خلال الأيام المقبلة من الشهر المبارك بما يسهم في سد العجز الحاصل.

وأشارت إلى أن الوكالة المغربية للدم ومشتقاته بجهة الشرق، تقوم بتجميع أكياس الدم وتجهيزها، وإعادة توزيعها على المراكز الاستشفائية بالجهة حسب الحاجة.

بدورها، أكدت رئيسة جمعية المتبرعين بالدم بوجدة، فتيحة حمو، أن هذه الحملات تندرج ضمن شراكة استراتيجية مع الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، تروم تأمين مخزون كاف لتلبية الطلب المتزايد على أكياس الدم، خاصة مع تزايد أعداد المرضى المحتاجين، لاسيما المصابين بأمراض السرطان، وفقر الدم.

وأشارت إلى أن هذه الحملات، جابت مختلف مساجد أحياء مدينة وجدة؛ وتشمل أيضا مناطق أخرى من المدينة حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من المواطنين من المساهمة في هذا العمل الإنساني.

وتتفاوت دوافع المتبرعين بين الوازع الديني والشعور بالمسؤولية الإنسانية، حيث عبر أمين ودران، أحد المشاركين في حملة التبرع بمسجد القدس بوجدة، عن اعتزازه بالمساهمة في هذا العمل النبيل، قائلا “اعتدت التبرع بالدم بانتظام، والحمد لله، أشعر بسعادة كبيرة وأنا أساهم في هذا العمل الإنساني لإنقاذ حياة الآخرين”.

وأكدت المتبرعة أميمة البوعناني، أنها تحرص على التبرع خلال شهر رمضان لمضاعفة الأجر، خاصة وأن هذه العملية تعد صدقة جارية، مشيرة إلى أهمية الانخراط في هذا العمل الإنساني النبيل الذي يساهم في تعزيز المخزون الجهوي من هذه المادة الحيوية التي قد يحتاجها أي شخص في أية لحظة.

وفي ظل التحديات المرتبطة بتأمين مخزون الدم خلال الشهر الفضيل، تبرز أهمية التبرع المنتظم لسد الخصاص وتلبية الطلبات المتزايدة، خاصة مع ارتفاع أعداد المرضى المحتاجين لنقل الدم، الذي يعد مادة حيوية لا يمكن تصنيعها بل مصدرها الوحيد هو الإنسان.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات