**—— تحليل محاكاة بناءً على GTAP**
**ليو زيلين\(^1\)، تشاو تشونلي\(^2\)، تشانغ زيمين\(^1\)**
(1. كلية الاقتصاد، الجامعة المركزية للتمويل والاقتصاد، بكين 102206، الصين؛
- كلية الاقتصاد والإدارة، معهد يانتاي للتكنولوجيا، يانتاي 264005، الصين)
**(ملخص)** منذ عام 2018، دفعَت الولايات المتحدة بشكل نشط لفصل التكنولوجيا عن الصين للحفاظ على موقعها المهيمن في مجال العلوم والتكنولوجيا، وهو ما سيؤثر بشكل عميق على الاقتصاد والتجارة لكل من الصين والولايات المتحدة وكذلك الدول الأخرى حول العالم. مع تعمق درجة فصل التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة، انخفضت مستويات الناتج المحلي الإجمالي والاستثمار والرفاهية في كلا البلدين بشكل كبير، لكن الانخفاض في الولايات المتحدة كان أكثر وضوحًا. في الوقت نفسه، انخفض إجمالي حجم التجارة بين البلدين بشكل حاد، وتغيرت بلدان المنشأ والهيكل الصناعي للواردات والصادرات بشكل متنوع. على النقيض من ذلك، تحسنت مستويات الناتج المحلي الإجمالي والاستثمار والرفاهية في الدول أو المناطق الأخرى حول العالم قليلاً في سيناريو فصل التكنولوجيا، وتوسع حجم تجارتها. باستثناء الصناعات عالية التقنية، تضررت صادرات الصناعات الأخرى بشكل كبير، لكن الواردات تحسنت بشكل ملحوظ. في هذا الصدد، يجب على الصين إدارة الخلافات من خلال التفاوض وتوسيع نطاق التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا بين البلدين. في الوقت نفسه، يجب على الصين تعميق انفتاحها وفتح قنوات جديدة لتبادل التكنولوجيا على هذا الأساس. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الصين زيادة جهودها في الابتكار المستقل وتنمية إنتاجية جديدة لتحقيق سلسلة توريد صناعية مستقلة وقابلة للتحكم.
**(الكلمات المفتاحية)** فصل التكنولوجيا؛ GTAP؛ الاقتصاد والتجارة؛ الصناعات عالية التقنية؛ الناتج المحلي الإجمالي؛ الاستثمار؛ مستوى الرفاهية؛ تبادل التكنولوجيا
**(تصنيف JEL)** 033؛ F50
—
### **المقدمة**
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في عام 1979، شهدت العلاقات التكنولوجية بين البلدين تقلبات، لكنها اتجهت بشكل عام نحو التعاون المتبادل المنفعة. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، أدى الارتفاع الكبير في القوة التكنولوجية الصينية إلى تضييق الفجوة بين البلدين في مجالات التكنولوجيا الناشئة، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى إعادة تقييم علاقاتها مع الصين. بعد تولي إدارة ترامب السلطة، شهدت السياسة الأمريكية تجاه الصين تحولًا جذريًا، حيث ازدادت الخلافات في المجال التكنولوجي. في هذا السياق، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على الصناعات التكنولوجية الصينية عبر زيادة الرسوم الجمركية وفرض قيود على الاستثمار الأجنبي وتشديد الرقابة على الصادرات والعقوبات الأحادية، سعيًا لتسريع “فصل التكنولوجيا” بين البلدين. في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة حواجز جمركية على المواد الخام أو المكونات الرئيسية للعديد من المنتجات التكنولوجية الصينية. وفي أغسطس من نفس العام، أقر الكونغرس الأمريكي “قانون إصلاح مراقبة الصادرات”، الذي أضاف مجالات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق وتقنية 5G إلى قائمة المراقبة، محدّدًا تصدير هذه المنتجات إلى الصين. في نوفمبر، أدرجت إدارة الأمن الصناعي التابعة لوزارة التجارة الأمريكية 14 فئة من “التقنيات الناشئة” تحت مراقبة الصادرات. علاوة على ذلك، استخدمت الولايات المتحدة ذريعة “مكافحة التجسس الاقتصادي” و”سرقة الملكية الفكرية” لتقييد منح تأشيرات للطلاب الصينيين الدارسين في تخصصات مثل العلوم والهندسة، كما أدرجت العديد من الجامعات والشركات الصينية في قوائم المراقبة. بالإضافة إلى ذلك، تم فصل عدد كبير من العلماء الصينيين في الولايات المتحدة وحتى اعتقال بعضهم، بدعوى مخاطر التعاون مع باحثين صينيين.
بعد تولي إدارة بايدن السلطة، تبنت مفهوم “إدارة المخاطر” الذي اقترحته أوروبا، مستبدلة مصطلح “الفصل” بـ”إدارة المخاطر” كعلامة جديدة للسياسة الأمريكية تجاه الصين. على الرغم من تأكيد المسؤولين الأمريكيين على أن الهدف ليس “الفصل” بل “تقليل المخاطر”، إلا أن الحكومة الأمريكية واصلت تعزيز إجراءات فصل التكنولوجيا عن الصين، خاصة في المجالات التكنولوجية المتقدمة، عبر وضع قواعد تجارية ورفع الحواجز التكنولوجية وتشكيل تحالفات معادية للصين. تشير هذه الإجراءات إلى أن الاستراتيجية الأمريكية لم تتغير جوهريًا، بل تهدف إلى كبح تقدم التكنولوجيا الصينية وتسريع فصل التكنولوجيا بين البلدين.
تشير التحركات الأمريكية المتكررة في المجال التكنولوجي إلى استمرار اتجاه فصل التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة على المدى الطويل، مما سيؤثر حتمًا على الاقتصاد العالمي. ما تأثيرات هذا الفصل على الاقتصادين الصيني والأمريكي؟ هل حقق الفصل النمو الاقتصادي المأمول للولايات المتحدة؟ كيف يؤثر على الاقتصادات العالمية الأخرى؟ وكيف يمكن للصين مواجهة هذا التحدي؟ تُعد الإجابة على هذه الأسئلة ذات أهمية عملية كبيرة.
—
### **المراجعة الأدبية**
أصبحت قضية فصل التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة محط اهتمام أكاديمي مع تنفيذ السياسات الأمريكية. تبرز ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الفصل:
- **الشعور بالتهديد الأمني**: تعتقد الولايات المتحدة أن صعود التكنولوجيا الصينية يشكل خطرًا على أمنها القومي.
- **الحفاظ على الهيمنة التكنولوجية**: تسعى الولايات المتحدة لمنع نقل التقنيات الحيوية إلى الصين للحفاظ على تفوقها العالمي.
- **التصورات المتحيزة**: سياسة “أمريكا أولًا” عززت نظرة شعبوية معادية للتقدم التكنولوجي الصيني.
أما بالنسبة للتأثيرات، فإن الفصل يقلص التعاون التكنولوجي ويضر بالناتج المحلي الإجمالي والتجارة لكلا البلدين، كما يؤدي إلى انقسام النظام التكنولوجي العالمي. على سبيل المثال، تضررت صادرات صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شرق الصين، بينما خسرت الشركات الأمريكية جزءًا من السوق الصينية.
—
### **منهجية البحث ونموذج المحاكاة**
#### **2.1 تقسيم المناطق والقطاعات الصناعية**
يستخدم البحث نموذج GTAP (مشروع تحليل التجارة العالمية)، الذي يغطي 141 دولة/منطقة و65 قطاعًا صناعيًا. تم تقسيم الدول إلى 11 مجموعة (الجدول 1)، مع تركيز خاص على الصناعات عالية التقنية.
#### **2.2 تحديث البيانات وبناء السيناريوهات**
تم تحديث قاعدة بيانات GTAP10.0 لعام 2023 لتعكس الأوضاع الاقتصادية الحالية. تم تصميم أربعة سيناريوهات لفصل التكنولوجيا: خفيف، متوسط، شديد، وكامل.
—
### **النتائج والتحليل**
#### **3.1 التأثيرات على الاقتصاد الصيني والأمريكي**
– **الناتج المحلي الإجمالي**: انخفض الناتج في الولايات المتحدة بنسبة 0.33%-0.88%، بينما انخفض في الصين بنسبة 0.24%-0.69% في السيناريوهات المتطورة.
– **الاستثمار**: تأثر الاستثمار الأمريكي بشكل أكبر، مع انخفاض وصل إلى 2.42% في السيناريو الرابع.
– **التجارة**: انخفضت صادرات الصين بنسبة 12.32% في السيناريو الشديد، بينما تحسَّن العجز التجاري الأمريكي مؤقتًا.
#### **3.2 التأثيرات على الاقتصادات العالمية الأخرى**
شهدت معظم الدول تحسنًا في الناتج المحلي الإجمالي والاستثمار، مع توسع في الواردات رغم تراجع الصادرات غير التكنولوجية.
—
### **الاستنتاجات والتوصيات**
- يؤكد البحث أن فصل التكنولوجيا يضر بكلا الاقتصادين، لكن الولايات المتحدة تتأثر بشكل أكبر.
- يجب على الصين تعزيز التفاوض لتعزيز التعاون التكنولوجي وفتح قنوات جديدة للتبادل.
- تعزيز الابتكار المحلي لضمان سلاسل توريد مستقلة.
**(المراجع)**
- Zhang, Kevin H. “US-China Economic Links and Technological Decoupling.” *The Chinese Economy* 56, no. 5 (2023): 353–365.
- Boustany, Charles W., and Aaron L. Friedberg. “Partial Disengagement: A New U.S. Strategy for Economic Competition with China.” *The Washington Quarterly* 43, no. 1 (2020): 23–40.
- Aguiar, A., et al. “The GTAP Data Base: Version 10.” *Journal of Global Economic Analysis* 4, no. 1 (2019): 1–27.